الحسيمة | جمعيات “ريفية” ضد مشروع “عزيمان” للجهوية

    بادرت مجموعة من الجمعيات المشاركة في اللقاء الجهوي الأخير، حول المجتمع المدني والأدوار الدستورية الجديدة المنعقد بمدينة الحسيمة، إلى إصدار عريضة تطالب من خلالها بتفعيل التوصيات الصادرة عن اللقاء، وبالأخص توصية الإبقاء على جهة تازة الحسيمة تاونات قائمة بذاتها ضمن التقطيع الترابي المرتقب  للجهات، الذي سيتم إقراره بعد المصادقة على القانون التنظيمي للجهوية من طرف البرلمان بغرفتيه في غضون الأشهر القليلة المقبلة.

وجاء التأكيد على هذه التوصية بعد أن خلصت مشاورات اللجنة الاستشارية حول الجهوية إلى اقتراح إلحاق إقليم الحسيمة ضمن جهة الريف – الشرق، دون إعطاء البعد التاريخي والثقافي والجغرافي للريف ووزنه وخصوصيته في هذا التقطيع، كما أن إلحاق إقليمي تازة وتاونات بجهة فاس فيه نوع من التجاهل لهذه الأبعاد وهذه المكونات، وحتى للتراكم الذي تحقق بين هذه الأقاليم في التجربة الجهوية الحالية.

وكان مجلس جهة تازة الحسيمة تاونات قد تداول في هذه القضية في عدة مناسبات، وخاصة أثناء أشغال دورته العادية لشهر ماي 2011، حيث ثمن المبادرة الملكية الحكيمة الرامية إلى تمكين المملكة المغربية من نظام جهوي متقدم يسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، إلا أنه بعد اطلاعه على مضامين التقرير الذي أعدته لجنة عزيمان، اتضح له أن التقسيم الترابي المقترح لا يتناسب وطموحات ساكنة الجهة، مؤكدا رغبته في أن تبقى الأقاليم الثلاثة المكونة للجهة مجتمعة وموحدة لعدة اعتبارات؛ خاصة التجربة المتراكمة في هذا الشأن والمشاريع المنجزة أو التي في طريق الإنجاز بتراب الجهة، دون نسيان الخصوصيات التاريخية، والثقافية، والاجتماعية، والجغرافية التي تجمع هذه الأقاليم. وقد ترجمت رغبة المجلس الجهوي على شكل ملتمس وجه، في وقت سابق، إلى وزير الداخلية من أجل أخذ هذا المقترح بعين الاعتبار والتدخل لتحقيقه.

وتجدر الإشارة إلى أنه من بين الجمعيات الموقعة في هذه العريضة جمعية الريف للتضامن والتنمية، وعصبة الريف لكرة السلة، وجمعية المحسنين للمعاق والطفل والمرأة والمسن، وجمعية الشباب المعاصر للأعمال الاجتماعية بالحسيمة، وجمعية ميرادور لقرة القدم، وجمعية أجدير المتوسط، والمجلس الإقليمي للرياضة بالحسيمة(…).