الأسبوع الرياضي | تهافت وجشع عشيرة “الكوايرية”

.. مازال موضوع المأذونيات أو “لكريمات” يرخي بظلاله على الشارع الرياضي بقوة، بل أصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام التي ركزت وبشكل كبير على الجشع الذي أصاب بعض اللاعبين.
فبعد الاستقبال الملكي الرائع لفريق الرجاء عقب وصوله إلى نهاية كأس العالم للأندية التي ظهر بها بشكل ملفت للنظر، تكرم جلالته ومنح للفريق الأخضر بقعة أرضية بنواحي الدار البيضاء من أجل إنشاء ملعب أو مركز لتكوين اللاعبين، كما منحهم أيضا وكعادته مبالغ مالية محترمة تشجيعا منه على مضاعفة مجهوداتهم، وتحفيزا لكل الفرق الوطنية من أجل الوصول إلى المنافسات الدولية وتشريف الكرة المغربية.
هذا الاستقبال وجده البعض فرصة لتقديم طلبات من أجل الحصول على مأذونيات تساعدهم على تحسين وضعهم المالي والاجتماعي من حق هؤلاء اللاعبين أن يتقدموا بطالباتهم إلى الملك الذي يشجع دائما الرياضة والرياضيين الذين يرفعون راية الوطن في الملتقيات العالمية، لكن ليس من حقهم بتاتا أن يستغلوا مثل هذه المناسبة من أجل المبالغة في طلباتهم.
هل من المعقول أن يتقدم لاعب بطلب الحصول على 25 كريمة مرة واحدة؟ إنها قمة التهافت والجشع الذي أصاب لاعبون يتقاضون أجورا محترمة جدا، ويتمتعون بالعديد من الامتيازات مقارنة مع كبار أطر الدولة من مهندسين وأطباء..
كان على هؤلاء المتهافتين أن يتحلوا بالقناعة والكرامة ويتركوا مثل هذه الامتيازات للاعبين أفنوا شبابهم وأعطوا الشيء الكثير للكرة الوطنية، ويعيشون حاليا خريف عمرهم في وضعية لا تشرف ماضيهم التليد.
حميد بهيج نجم الرجاء في الستينيات يحتضر حاليا ببطء، حمان الذي قهر الألمان وسجل أول هدف للمنتخب المغربي في كأس العالم بمكسيكو 1970 اختفى عن الأنظار ولا أحد يسأل عن أحواله.
مصطفى الطاهري المدافع الشرس لفريق المولودية الوجدية يعاني من قلة اليد شأنه شأن زميله في الفريق الهداف الكبير، محمد مغفور.
مدافع الوداد أحمد مجاهد الفائز بأول وآخر لقب مع المنتخب المغربي بإثيوبيا سنة 1976 يمر هو الآخر بوضعية صحية حرجة بعد أن أجرى عمليتين جراحيتين على القلب.
بابا الهداف واللاعب الكبير الذي فضل البقاء مع فريق نجم الشباب اليضاوي بدل الاحتراف ببوردو طرد من منزله الوظيفي أمام أعين المسؤولين عن الشأن الكروي..
الحسين نجم اتحاد المحمدية يعاني من أزمات نفسية وهو الذي كان بالأمس القريب يهدي البسمة والأفراح لأبناء مدينة الزهور.
لاعبون كبار لا يسعفنا الزمن للحديث عن إنجازاتهم، وعن معاناتهم الحالية، دون الحديث عمن غادرونا إلى دار البقاء..
للأسف الشديد لم نسمع في يوم من الأيام، أن لاعبا مغربيا قام بمشروع خيري وإنساني لوطنه، أو ساعد شباب بلده على الحصول على عمل يحميهم من الضياع.
هاجس اللاعب المغربي وبعد أن راكم الثروات، هو فتح مقهى أو مطعم والبحث عن الاغتناء بكل الوسائل، على عكس اللاعبين الأفارقة الذين يقومون بمشاريع تعود بالخير على أبناء وطنهم.
كلنا نتذكر النجم العالمي جورج وياه الذي يرجع له الفضل في توحيد بلده ليبيريا بعد سنين طويلة من الحرب الأهلية التي عاشتها، بل كان وياه من الهاربين وعمره لم يتجاوز 15 سنة، ليعود بعد مسيرة احترافية كبيرة إلى وطنه ويساهم في إعادة بنائه، هذا دون أن ننسى الأعمال الجليلة للعديد من اللاعبين كالكاميروني إيطو، والإيفواري دروغبا وآخرين..
لاعبون أعطوا لزملائهم المغاربة درسا كبيرا في الوطنية والزهد والكرامة.
فحين تغيب القناعة، فما علينا إلا أن ننتظر الجشع والتهافت وقلة العفة.