أعادت فاجعة أمسكرود عقب حادثة سير التي أودت بحياة العديد من الأشخاص التي وقعت مؤخرا للأذهان، فاجعة طانطان بكل ذكرياتها الأليمة وأحداثها المبكية، بعد أن اختطف القدر المحتوم أكثر من 33 طفل في عمر الزهور من مختلف مدن الصحراء، ولا زالت ملفاتهم التأمينية متأرجحة بين فصول القانون.
لقد شكل الحادث الذي اهتز على وقعه الرأي العام الوطني، بعد أن شب حريق مهول في حافلة للنقل العمومي، على مستوى الطريق السيار بأمسكرود على بعد 20 كلم عن إقليم شيشاوة، وقطع على إثره الملك عطلته السنوية، كارثة بكل المقاييس، حيث تفحمت جثة أكثر من 11 مواطنا، فيما توزعت إصابات الركاب الخمسون الآخرين بين حروق خطيرة من الدرجة الثانية والثالثة، كارثة خلفت مجموعة من ردود الأفعال والأسئلة، فقدسية أرواح المواطنين وحفظها وصونها يجب أن يشكل أولى المرامي وأنبل الغايات.
أما فاجعة طانطان التى ذهب ضحيتها خلالها 33 صبيا لا زالت تنكأ الجراح النازفة، بقلوب أسر مكلومة فقدت فلذات أكبادها جراء هذا الحادث الأليم، الذي لا زالت دواعيه المعروفة والمجهولة لم تبح بكامل أسرارها، ولا زالت أسبابه قائمة، تتحمل مسؤوليته شركة النقل(..) ورئيس الحكومة ممثلا في وزارة الشباب والرياضة، مادام شبح طريق الموت جاثما على الصدور والألباب وما دامت دار لقمان على حالها، وهو ما لا يغني عنه ولن يغني عنه ترقيع بعض جنابته ليظل الموت المنثور على قارعته، يتحين ضحايا جدد يتربص بهم بين الفينة والأخرى، فهل يكون مكيف الهواء فقط وراء الحرائق المهولة التي تعرفها مثل هذه الحوادث؟
لقد طوى النسيان ما أسفرت عنه التحقيقات التي باشرتها وزارة الداخلية، ولم يتم تحديد المسؤوليات والمتورطين بشكل دقيق، فيما لم نسمع عن أي التفاتة رسمية حقيقة تجاه الأسر المكلومة، والتي لازالت لم تندمل جراح صدمتها المتكررة، متوشحة سواد الفقد والنكران، وهنا لا نملك إلا الترحم على الضحايا جميعا، راجين من الله عز وجل أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.