مهزلة تدبير المركبات الاجتماعية والتكوينية في العاصمة السياسية

لم يعد خافٍ الحرب الضروس التي اشتعلت في بعض الجمعيات المكلفة بتدبير بعض المركبات الاجتماعية، مادامت وصلت وثائق إلى منبر إعلامي تفضح وبالملموس استغلال البؤساء والفقراء في الاغتناء على حساب تجويعهم وإهمالهم وترشيدهم.
ورحم الله المحسن الكبير الحاج محمد حكم الذي ترأس الجمعية الخيرية الرباط وكان ينفق عليها من ماله وينظم كل شهر حملة لفحص العيون بالمدارس ويتبرع بشراء آلاف النظارات لضعاف البصر، ويوزعها عليهم كل شهر بقاعة الحفلات للولاية، ويساعد عائلات بالأكل ويضمن لها أداء أكرية بيوتها وهو الذي شيد مسجدا كبيرا بحي المحيط لوجه الله وخدمة للسكان. وعشنا حتى “شفنا” كيف أن منتخبين يتسابقون لتأسيس جمعيات، ظاهرها “للعمل لوجه الله”، وباطنها هو ما نقرأه اليوم ونسمعه من ممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية لأنها تشغل طبقة قسى عليها الدهر بالحرمان والشيخوخة والفقر والأمراض، ليزيدهم “البعض” قساوة باستغلال الموارد المخصصة لهم ويحولونها إلى حساباتهم، وهذه ليست جريمة بل كارثة تتطلب تدخل المصالح المختصة لفتح تحقيق نزيه وشفاف وفضح المتلاعبين المصاصين لدماء فقراء وعجزة الرباط.
وفي ظل هذه الظروف “جماعة” من المنتخبين “يجرون” بالليل والنهار ويربطون اتصالات مكثفة لتأسيس جمعية للفوز بتسيير المركب الاجتماعي المزمع تدشينه في مقاطعة اليوسفية، ونرجو بأن يكون ذلك “الجري” لوجه الله وليس للسيطرة على “ميزانية” والحصول على مكاتب بموظفين وسيارات وهواتف لخدمة مصالحهم. وعلى المسؤولين الأوصياء على هذه المؤسسات الاتصال بشخصيات معروفة بكرمها ونزاهتها ونبل أصلها مثل المرحوم الحاج محمد حكم رحمه الله، وإقناعهم بتدبير هذه المؤسسات الخيرية لرعاية مسنين وفقراء ومرضى، فما وصلت إليه حالة بعض المؤسسات الإحسانية التي تحولت إلى مورد مالي وعيني للبعض، يجعل الرباط أضحوكة عند باقي المدن.