تحقيقات أسبوعية

الرياحي يتكلم عن: “الفيروسات السياسية التي تسيء إلى القضاء”

بمناسبة توشيح مجموعة من القضاة بأوسمة ملكية، أثار عضو الودادية الحسنية للقضاة الأستاذ نور الدين الرياحي، أطراف أجوبة عدة، على تساؤلات جمة حول حاضر القضاء وآثار ما أسماه: “الفيروسات السياسية”، التي أكد القاضي الرياحي أن القضاة السليمي النية، هم الذين يؤمنون بأن: ((العمل القضائي هو عمل مشترك يربط بين قدماء القضاة وجددهم بين العاملين والمتقاعدين بين الواقفين والجالسين فهي لوحة مثل الفسيفساء لا تكتمل إلا بوجوه أصحابها وصاحباتها القضاة والقاضيات وهي لعمري صورة جعلتنا فعلا نكرم مرتين وننتشي كلما ذكر اسم من أسماء من أناروا لنا طريق المهنة الشاق والأجيال القضائية ليس لها رابط أقوى من هذا الماضي المشترك الذي يربط بينها والذي لا يقدر بمال والمستقبل الواعد بالآمال التي نراها متجسدة في هذه النخبة النيرة من شبابنا التي تتطلع لما تطلعنا إليه يوما ما وحققنا منه ما قدرنا وقدرنا الزمان عليه وتركنا لهم تحقيق ما هم أهل له للوصول إلى الكرامة المنشودة والاستقلالية المعهودة غير آبهين بما يكنه أعداء الحق والمتلفعين بنار الحقد والمكر والغيرة والحسد والمصالح الماكرة لفرسان العدالة والقضاء من أجل اللعب على تفرقة صفوفهم والنيل من سمعتهم بالباطل الذي سيظل القضاة يحاربونه ويناضلون من أجل اجتثاث ڤيروساته التي أصبحت معروفة سياسيا واقتصاديا وجمعويا بعدائها للقضاة ناسية أو متناسية بأن للبيت ربا يحميه ويذود عليه وبأن القضاة يحصنون أنفسهم من خلال مجالسهم ولا يتركون للغير فرصة وشم شرفهم الذي لا يسلم من الأذى حتى يراق عليه دم النضال ومحاربة الظلم مهما كان اختفاؤه وراء قلم أو إعلام مضلل أو مذكرات قدماء المتابعين والمجرمين، الذي ما كان أن يخضعوا للحق لولا شجاعة قضاة لم يتآمروا على أوطانهم في وقت اكتشاف خيوط البلاء الاقتصادي الذي ظل أصحاب الياقات البيضاء يحيكونه ضد بلادهم ومازالت نسخ الملفات متوفرة في أرشيف المحاكم ومكاتب القضاة دالة على جرائمهم الشنعاء التي أرادوا أن يغطوها برداء التقادم والمذكرات على حساب القضاء لكن أنى لهم ذلك وقضاتنا قد هبوا كعادتهم كرجل واحد للوقوف مع زملائهم والذود عن حوضهم وكتابة تاريخهم القضائي بمداد الفخر والاعتزاز على صفحات مدونة قيمهم وجمعياتهم العتيدة وإنصافهم من قِبل نفس التاريخ الذي زج بأعدائهم وأعداء الحق في مزبلته، فهنيئا لزملائنا وزميلاتنا بهذا التكريم الذي هو خير جواب على من يشكك في عدالتنا ومن يشوش على قضاتنا وهنيئا لكل من تضامن من الزملاء والزميلات ماديا ومعنويا بالمشاركة بالحضور أو على صفحات الفيسبوك أو الهاتف. إن من بين ما أجمل ما قرأت للمفكر العظيم امرسون قولته المشهورة: “وليس من شر الأمور أن يساء فهمك.. قديما أسيء فهم المسيح ومحمد وأسيء فهم سقراط وبوذا ومن بين كل عشرة من الرواد الشجعان أسيئ على الأقل فهم خمسة منهم.. فلا تجعل إساءة الفهم معوقة لخطاك ولا مثبطة لعزيمتك.. ليس ذلك فحسب بل ولا تطلب على ولائك للحق ولا على فعلك الخير والعدل أجرا فإن أكثر الناس جهلا بقيمتهما هو أعلاهم صوتا في طلب الأجر عليهما”.. لذلك فان ما يعتز به القضاة هو النصر المعنوي والتكريم والمحبة التي هي قاسمهم المشترك وإخلاصهم لشعارهم الدائم الله الوطن الملك وذلك هو سرهم وسر ثباتهم على الحق ودفاعهم عليه حتى وأن أريد به باطل فهم يزهقونه بمعونة ربهم الذي كتب على نفسه نصره وإزهاق الباطل الذي كان زهوقا ذلكم إن مستقبل سلطتنا القضائية بدأت تظهر معالمه التي جسدها نضال القضاة واستماتتهم في الدفاع عن استقلالهم غير آبهين بما تبيت النفوس الخبيثة والأقلام المأجورة لسدنة الحق من كراهية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى