نجح المسلم وخسر اليهودي في أكبر عاصمة أوروبية. خلاصة غير بريئة، ولا شيء في السياسة بريئا.
لكن، هناك بعض الملاحظات التي تطرح نفسها بإلحاح، ويتعلق الأمر بهوية الفائز وتداعياتها المحتملة.
تنافس على رئاسة بلدية العاصمة البريطانية لندن مرشحان، أحدهما يهودي، “زاك غولد سميث”، والآخر مسلم وغير عربي، “صادق خان”، وليس أي منهما بروتستانتيا ولا كاثوليكيا، ولا ينتمي أحدهما لدين الأكثرية ولا لعرق العرب، ومسلميهم ومتأسلميهم وإسلامييهم.. جزئية لها أهميتها.
فاز إذن، صادق خان (الصورة رفقة زوجته)، مرشح حزب العمال البريطاني، بالانتخابات لمنصب عمدة لندن، والمحامي صادق خان، هو نجل لمهاجر باكستاني، عمل سائق حافلة، ليصبح خان، ثاني مسلم يتم انتخابه لمنصب عمدة في مدينة أوروبية، حيث كانت مدينة روتردام الهولندية، الأولى التي قامت بهذه الخطوة، لكن التوقيت له أهميته، فبعد هجمات بروكسيل، وتفجيرات باريس الإرهابية، واستمرار أغلب دول أوروبا في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين أساسا، تم انتخاب مسلم سيبعث برسالة، وهي أن سكان لندن، يعتبرون التنوع فرصة لا عائقا.
وتحدث خان عن مشاريعه بعد فوزه، واضعا أزمة السكن في لندن على سلم أولوياته، ومسألة المواصلات العمومية، وسحب موافقته بشأن إضافة مدرج ثالث لمطار “هيثرو” لأعذار بيئية، ولم يركز عن هويته، أو بناء مساجد جديدة يديرها “أمراء” متابعون قضائيا من طرف محاكم بلدانهم، ولاجئون إسلاميون ببلديته، أذكر كبيرهم وأشهرهم عندنا، الشيخ عبد الكريم مطيع.
وليطمئن مؤسس الشبيبة الإسلامية، لن أكشف سر علاقاته الملتبسة وترتيبات خروجه من المغرب بعد اغتيال القيادي الاتحادي عمر بنجلون، سأحاول طرح التساؤل المحير وسوف لن أجيب عنه، لأن الإجابة عنه تثير كثيرا من الأبعاد، وكثيرا من الحساسيات، وتفتح بعض الأبواب التي يتعين إغلاقها، حفاظا على نهج المصالحة الوطنية.
هل يعود الشيخ مطيع حيا إلى وطنه – وهي أبسط حقوق الإنسان- في إطار صفقة إنسانية، قد تكون لبركة العمدة المسلم، ومحامي حقوق الإنسان صادق خان، ومظلة المستشار فؤاد عالي الهمة، ومدير “لادجيد” ياسين المنصوري فيها نصيب، على غرار عودة آخرين يمينا ويسارا(..)؟