الأسبوع الرياضي

الأسبوع الرياضي | الأخطاء القاتلة “للشاب” بودريقة

   مازال القرار الانفرادي الذي اتخذه رئيس الرجاء محمد بودريقة تجاه رئيس اللجنة التقنية صلاح الدين بصير وذلك بإبعاده بدون مبرر، يلقي بظلاله على المشهد الكروي بشكل عام، وعلى محبي وعشاق الفريق الذين مازالوا لم يفهموا القصة الحقيقية، ومازالوا ينتظرون الحقيقة.

بعض الرجاويين العارفين بخبايا الأمور لم يتفاجأوا لقرار الرئيس الذي سبق له أن اتخذ العديد من القرارات الخاطئة دون الرجوع إلى المكتب المسير الذي يعتبر معظم أفراده مجرد كومبارس، لا حول لهم ولا قوة، ولا يستطيعون مناقشة مثل هذه القرارات الطائشة، وإلا سيكون مصيرهم الطرد أو الإهمال.

كلنا ولاشك نتذكر الطريقة التي وصل بها هذا الشاب إلى رئاسة الفريق، ومع ذلك توسم فيه كل الرجاويين خيرا، وساندوه لينجح في المشروع الذي جاء به، حيث كان شعاره هو إعادة الرجاء العالمي إلى الواجهة، وهيكلة النادي ليصبح نموذجا يحتدى به داخل وخارج المغرب.

انطلقت قاطرة الرجاء بحصد الأخضر واليابس وبتحقيق العديد من الانتصارات حيث عاد الفريق إلى السكة الصحيحة بفضل المساندة القوية لجمهوره الذي كان دائما بجانبه أينما حل وارتحل.

مع مرور الدورات مر الفريق بفترة فراغ كبيرة كادت أن تعصف به لولا الألطاف، وتمكن في نهاية المطاف بالفوز بالازدواجية وإنهاء الموسم الكروي كبطل للمغرب، هذا اللقب الذي ساهمت فيه كل مكونات الفريق، منح له الضوء الأخضر للمشاركة في مونديال الأندية.

في بداية الموسم الحالي طفت على السطح العديد من المشاكل المتراكمة، أهمها الإبعاد وبطريقة مهينة المدير الرياضي اللاعب الدولي السابق يوسف روسي المعروف بذماتة أخلاقه وحبه الكبير للفريق بالإضافة إلى مساهماته المادية ومساعدة كل من طرق بابه.

يوسف روسي والذي قام بعمل كبير خصوصا على مستوى الشباب ومدرسة كرة القدم، أصبح بين عشية وضحاها شخصا غير مرغوب فيه، لأنه سحب البساط من تحت المستفيدين من خيرات الفريق.

محمد بودريقة وكعادته وبدون سابق إنذار قرر إبعاد روسي من هذه المهمة بدون أن يكشف للمعني بالأمر عن الأسباب الحقيقية لهذا القرار.

يوسف روسي الإنسان الهادئ المتخلق، التجأ إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي أنصفته، وفرضت على بودريقة تعويضه، ليستسلم هذا الأخير لهذا القرار الذي فرض عليه الجلوس مع روسي الذي فضل في نهاية المطاف الابتعاد بصمت حتى لا يتهم بالتشويش و”الصابوطاج” هذا المصطلح أصبح لازمة يرددها الرئيس في كل مناسبة.

بعد يوسف روسي جاء دور المدرب امحمد فاخر الذي أعاد للفريق هيبته حيث تم الاستغناء عن خدماته قبيل انطلاق كأس العالم للأندية البطلة، وهو من أكبر المساهمين في وصول الرجاء لهذه البطولة.

الطريقة التي عومل بها امحمد فاخر لا تشرف فريقا في حجم الرجاء، إلا أن النتائج المبهرة التي حققها اللاعبون خلال المونديال غطت عن هذه الحادثة.

وكما يقول المثل: “مصائب قوم عند قوم فوائد”، جاء المدرب التونسي فوزي البنزرتي يومين قبل انطلاق هذا الحدث العالمي وحصد كل ما زرعه امحمد فاخر طيلة موسم ونصف.

لم يقف الشاب بودريقة عند هذا الحد، حيث تمادى في قراراته العشوائية، وتم كذلك إبعاد صلاح الدين بصير ابن الفريق، وكلنا عشنا ولاحظنا الطريقة التي عومل بها بصير.

هذا دون أن ننسى قرارات أخرى، كإنزال اللاعب السباعي من حافلة الرفيق المتوجهة مؤخرا إلى أكادير، وطرد الدكتور محمد عتيق وطاقمه الطبي.

نحن لسنا ضد الرجاوي بودريقة، ولكننا وكمعظم المتتبعين لا نشاطر هذا الرئيس “الشاب” في قراراته الصادمة التي أثرت وستؤثر في السير العام لفريق كبير اسمه الرجاء العالمي.

فعلى “الشاب” بودريقة أن يكبر وينضج، وأن يتجاوز هذه المرحلة، كما أن الواجب يفرض عليه إبعاد بعض الانتهازيين الذين أصبحوا يتحكمون في كل شيء، والويل لمن اقترب إلى “مربعهم” حيث سيكون مصيره الطرد والإبعاد.

وأخيرا على “الشاب” بودريقة أن يأخذ العبرة من الرؤساء الذين سبقوه، وأبانوا عن كفاءتهم وحبهم للفريق، بفضل تواضعهم، وإنصاتهم لنبض الشارع الرجاوي..

فما خاب من استشار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى