المستشار الملكي عمر عزيمان ينتصر للفن والإبداع، إنصافا لمغاربة العالم
23 أبريل، 2016
0 دقيقة واحدة
بقلم: رداد العقباني
لم يكن الشعر همنا الأول في زمن “أوراق باناما” وتسريبات مخدومة(..).
في رثاء الراحل عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية، قال نائب بن كيران ووزير الدولة لاحقا، الراحل عبد الله باها، كلمة بقيت محفورة في ذاكرتي، جاء فيها: لو كنت شاعرا لنظمت قصيدة بعنوان “رحيل رجل عظيم”، ولم يقل المهندس “باها”، لبنيت قبرا من صنف الأهرام لولي نعمة صديقه وحزبه.
في تصريح مستفز، قال رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران: “لا حاجة للمغرب مستقبلا بالشعراء والفلاسفة والقضاة” لأن هذه الميادين بحسبه “قطاعات غير إنتاجية” (جريدة “كشك” الإلكترونية 30 مارس 2016).
المستشار الملكي عمر عزيمان، الذي يشغل في نفس الوقت رئاسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين، والرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، اعتبر، في كلمة افتتاحية لـ “رواق ضفاف” بمدينة الرباط، الذي ستعرض فيه الأعمال الفنية لمبدعي وفناني مغاربة العالم، أن الرواق يعتبر علامة من علامات التغيير السريع الذي تشهده الجالية المغربية المقيمة بالخارج” (هسبريس 18 مارس 2016).
مرة أخرى تميز الدكتور عمر عزيمان بموقف شجاع في تقويم مسار أحكام قيمة حول الإبداع، باختيار موضوع حساس لافتتاح “رواق ضفاف” (الصورة)، كما عودنا سابقا في مسائل حساسة أخرى، أكتفي منها بشهادة في حقه من طرف قيدوم الصحفيين المغاربة مصطفى العلوي، “وباستثناء المستشار عزيمان الذي كانت له مواقف شجاعة في تقويم مسار أحكام قضائية صدر بعضها تحث تأثير العوامل النقدية(…) على المساطر العدلية(…).(الأسبوع الصحفي 13 نونبر 2015).
حينما يدعو “بن كيران” إلى الاستغناء عن الشعر والفلسفة، فإنه يدعو في الحقيقة إلى إقصاء الفن والإبداع ، إقصاء للمسرح، وللسينما وللموسيقى، وللرقص وللرسم، وللنحت وللفن التشكيلي وللزخرفة في الفن الإسلامي، وبالتالي هو إقصاء لإنسانية الإنسان.
كان المفكر الإسلامي “رشدي فكار” يشتغل على مفهوم “الوعكة الحضارية” التي أصابت الأمة العربية الإسلامية ومنعتها من القيادة، الإنسان المسلم يعاني حسب “فكار” من سوء توظيف لقدراته ومؤهلاته، ومنه عدم قدرته على توظيف الفكر.
في ظل الجدل الدائر حول القرار غير المسبوق لبن كيران، والقاضي بإلغاء الشعر والفلسفة، مراقبون يطرحون السؤال: لماذا تنصب بعض التيارات والحركات الإسلامية، العداء للإبداع والفلسفة؟