مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في السابع من أكتوبر المقبل، يطرح السؤال حول دور الأحزاب السياسية في تعبئة المواطنين، وتقديم مرشحين قادرين على تحقيق انتظاراتهم، دون الغلو في الوعود، كما كان الشأن في التجارب الانتخابية السابقة.
وكيفما كانت مواقفنا، أدعو كل الشباب إلى التصويت وقطع الطريق على المفسدين والفاسدين، فعدم التصويت هو موقف سلبي، يفتح الطريق لقراصنة الانتخابات ليعيثوا في الأرض فسادا، فاليوم نحن مطالبين لإحكام العقل ورفض كل الوجوه السابقة التي كانت ومازالت متشبتة بكراسي السلطة والتسيير، فهذه هي المحطة التي نعبر فيها عن مواطنتنا، وبالتالي سيصبح لنا الحق في محاسبة من انتخب لتمثيلنا.
فربما رئيس الحكومة تردد وتهرب كثيرا قبل أن يعلن عن موعد الانتخابات التشريعية، ولسان حاله يقول “يا ليتني بقيت رئيسا للحكومة” مدى الحياة، وأكبر دليل على ذلك، هو تأجيل المؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية إلى ما بعد الانتخابات التشريعية.
لكن ما لا يعرفه البعض، أن المغاربة يفهمون “الصالح من الطالح”.
وأعتقد، أن المغاربة لن يسمحوا بعودة بعض الفاسدين – بعد أن جربوهم وخبروا نواياهم – لذا، وجب عليهم أن يصوتوا لصالح الحزب الذي سيقدم برنامجا مبنيا على عدة أسس واقعية أهمها: عقلانية وتمحيص الواقع بعيدا عن كل توجه إيديولوجي، وعن أي رؤية نمطية محددة مسبقا، وكذا إعطاء الأسبقية للابتكار مع الاستفادة من التجارب المعاشة عالميا وإقليميا.
مستقبل الوطن بين أيديكم أيها الشباب، فعليكم المعول، وأنتم مطالبون بالتصويت، ومطالبون بتوعية ذويكم وإشعارهم بقيمة أصواتهم، فإنها فوق أي مبلغ يقدمه من يرى أن الرأسمال البشري غنيمة وصفقة من صفقات الاستغناء والتباهي بالانتصار على الآخر، والسابع من أكتوبر المقبل، تاريخ سيحدد فيه المغاربة مصيرهم، ومحطة حاسمة في بناء الصرح الديمقراطي لوطننا الحبيب، واجبنا إذن كمواطنين مغاربة، أن نكون في الموعد وأن نختار الأنسب.
“فإن جعلتم على رؤوسكم فاسدين في مدنكم وقراكم، فلا تقبل منكم الشكايات فأنتم المسؤولون على تدهور حقوقكم وحق بلدكم عليكم”. مقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس.