المنبر الحر

مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة في القرآن والسنة

    جاء الإسلام الذي هو منهج الله في الأرض، فكرم المرأة وأعطاها الحقوق التي تليق بإنسانيتها، كما أنه كلفها بواجبات منوطة بها تؤكد من خلالها رسالتها في الحياة التي خصها الله بها، وقد توجهت في هذا المقال إلى توضيح موضوع مساواة المرأة بالرجل من خلال الكتاب والسنة من خلال النقط التالية، وذلك تبعا لما عرضناه في العدد السابق.

    5- المرأة مخلوق مستقل من حيث مسؤوليته عن عمله كالرجل، وهي مكلفة استقلالاً بالتكاليف الشرعية، وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها). أوضح شاهد على هذا امرأة فرعون،

    وهي زوجة رجل ادعى الألوهية، وأذل الناس، فقتل أبناءهم واستحيا نساءهم، ولم يستطع بكل جبروته أن يحمل امرأته على أن تعبده كما يعبده كل الناس، قالت:”رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين“. معنى ذلك أن المرأة مستقلة استقلالاً تاماً في أنها مكلفة بأركان الإيمان وأركان الإسلام، وكل التكاليف الشرعية، وتحاسب وحدها عن تقصيرها، قال تعالى: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره“.  

   6- المرأة أيضا مساوية للرجل في وجوب التربية والتهذيب، قال تعالى: “يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون“. الأهل في القرآن الكريم الزوجة والأولاد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما نحل والد ولده من نحلة أفضل من أدب حسن). والولد يطلق على الذكر والأنثى.

    7- المرأة مساوية للرجل تماماً في العلم الواجب العيني، وفي العلم الواجب الكفائي، فإذا كانت مكلفة بأركان الإيمان، وأركان الإسلام، وبأحكام الشريعة، فهذا لا يكون إلا بالعلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، أي على كل شخص مسلم ذكرا كان أو أنثى.
    8- المرأة مساوية للرجل في وجوب تمسكها بالأخلاق الباطنة من طهارة القلب، وسلامة القصد، والأخلاق الظاهرة من ضبط اللسان وضبط الجوارح والأعضاء. قال تعالى: “فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا“.

   9- المرأة مساوية للرجل في وجوب تحقيق الكليات الخمس التي جاء الإسلام لحفظها. فالإسلام يقوم على كليات خمس، من اعتدى على إحداهن فله في نص القرآن الكريم عقوبة محددة ذكرا كان أم أنثى، هي الحد الذي جاء به القرآن الكريم وفصلته السنة، فمن سرق مثلا  تقطع يده ذكرا كان أم أنثى. قال تعالى: “والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم“.

   10- الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الدعوة إلى الله، ينبغي أن تنقل ما تعلمته إلى أخواتها، وعليها أن تنشر هذا الدين لقول الله تعالى: “والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر“.

   السيدة خديجة أم المومنين كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، فحينما جاءه  الوحي، جاء إليها وقال لها: (خشيت على نفسي)، فماذا قالت؟ قالت: (كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر).
    وأول امرأة شهيدة قتلت في الإسلام، سمية وزوجها ياسر قتلا دفاعا عن عقيدتهما، وعن تمسكهما بهذا الدين القويم، فالمرأة أيضا تدعو إلى الله، وتنشر هذا الدين في الحقل الذي يناسبها، وفي الحدود التي يسمح لها بها.
 هذه نصوص الكتاب والسنة، التي تبين أن المرأة إنسان، وأنها مساوية للرجل بكل ما في الكلمة من معنى. والحمد لله رب العالمين.

ذ. إبراهيم والعيز

*باحث في الدراسات الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى