تعتبر الأنترنيت أهم وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل أغلب الناس يستعملونها للتواصل فيما بينهم، خاصة جيل الشباب الذي وجد في الأنترنيت ضالته وحاجته، ولا يختلف اثنان على أن الأنترنيت هو سلاح ذو حدين قد ينفع إذا استعمل فيما هو إيجابي، وقد يضر إذا استعمل فيما هو سلبي، حسب اختيار مستعمله وما يريد الحصول عليه من الأنترنيت، فهل يجعل منه أداة للتواصل والتثقيف والتعليم والتوعية، أو يجعل منه أداة ووسيلة لنشر الفساد والرذيلة بشتى أنواعها وأشكالها أو يستعمله للتسلية وضياع الوقت.
إن اختيار الشباب للأنترنيت واستعمال الفيس بوك، جعل أصحاب الوعي والثقافة أشبه بمراسلين صحفيين أو معلقين يمثلون الصحافة الشعبية التي تعيش الواقع وتريد معالجته، وذلك بتواصلهم الدائم وانتقاداتهم لبعض الأعمال والتصرفات التي لا تخدم مصلحة الوطن والمواطنين، بل بفضل الأنترنيت تحول هؤلاء الشباب إلى عيون مفتوحة على الواقع وفضح تلاعبات بعض المسؤولين الذين أساؤوا تدبير وتسيير بعض المناطق والجهات التابعة لنفوذهم وسلطتهم.. والمطالبة بمحاسبتهم عل أفعالهم، كما أن شباب الأنترنيت استطاعوا القيام بطرح العديد من المواضيع الثقافية والاجتماعية والدينية القيمة لمناقشتها والاستفادة منها، وأحيانا تكون عبارة عن صور وفيديوهات… لكن يبقى التعارف والتواصل هو أفضل نتيجة يتم الحصول عليها من استعمال الأنترنيت، وإذا كان هؤلاء الشباب ذوي الوعي والثقافة والتربية الحسنة يستعملون الأنترنيت ويستخدمونها في ما هو إيجابي، فهناك آخرون أساؤوا استعمالها وجعلوا منها وسيلة للإضرار بالآخرين كالنصب على الشركات أو على بعض الأشخاص، أو ابتزازهم أو تشويههم ونشر بعض تصرفاتهم وأعمالهم بطريقة لا أخلاقية. ومن الذين استخدموا الأنترنيت فيما هو سيء وسلبي، الجماعات الإرهابية التي جعلت منه وسيلة للتخريب والتدمير… كما أن نسبة كبيرة من الشباب المراهق جعلت الأنترنيت وسيلة للإدمان على المواقع الإباحية التي تنشر الفساد والرذيلة.
إن لكل إنسان وجهته، فمن أراد الخير وجده، ومن أراد الشر وجده، فكل شيء يوجد في الأنترنيت.