المنبر الحر

المنبر الحر | وسائل الإعلام وأخبار يومية مزعجة

   كلما فتحنا جهاز المذياع أو شاشة التلفزة في المساء، للترفيه عن النفس بعد يوم مرهق من العمل أو الدراسة، إلا ونسمع أو نشاهد ما لا يَسُر: اعتقال عصابات تعترض سبيلَ مارٍ، ليسلبوه هاتفه النقالَ وحافظة نقوده، تفكيك عصابات لصوص متخصصة في السطو على محلات المجوهرات أو مخازن الشركات أو الأبناك، تنامي الإجرام في المدن وحتى في البوادي، اغتصاب أطفال أو فتيات قاصرات، حوادث سير مروعة في الطرق، انهيار منازل ومساجد بعد سقوط الأمطار الغزيرة، حرائق في الأسواق والغابات، القبض على أشخاص متورطين في ترويج المخدرات، تفكيك منظمات إرهابية خطيرة، انتحار خادمات عذبن من قبل ربات البيوت(..).

هذا بالنسبة للأخبار الوطنية، أما فيما يخص الأنباء الدولية فحدث ولا حرج: انفجار سيارات مفخخة، اغتيالات، اعتقالات، إضرابات، وقفات احتجاجية، عمليات استشهادية، فرض الحصار الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، غارات دموية مستمر، حروب أهلية(..) وكل هذا بسبب العنف، هذه الظاهرة التي تتعدى الحدود الجغرافية.

ففي السنوات الأخيرة، كثر الحديث عن العنف، هذا السلوك العدواني الذي ينتج عنه وجود علاقات قوة وله أسباب شتى منها الاكتئاب واليأس، الإحباط المصحوب بالتوتر، الغضب والانفعال، البغض والكره والحقد، السلطة والقوة والنفوذ.

فعندما يفتح المرء المذياع أو التلفزة فإنه يود سماع موسيقى شيقة، أغاني جميلة، مشاهدة برامج مفيدة، أفلام وثائقية، مسرحيات فكاهية، أشرطة ترفيهية(..) لكن مع الأسف، يلاحظ أن جل البرامج فيها نوع من الممل والروتينية، تخلو من الجاذبية والتشويق بل أكثر من ذلك، تتحدث عن برامج لا تخلو من الخوف والفزع، برامج تتحدث عن أخطر المجرمين واللصوص، ومحاكمتهم بعد القبض عليهم، عن المتغيبين والمفقودين بكاء وحسرة أهاليهم وحزن ذويهم(..) وبرامج إذاعية تحدثنا عن ضحايا النصب والاحتيال وفي ساعات مبكرة من الصباح عن مشاكل وشكايات وهموم المواطنين في البوادي والقرى وحتى في المدن.

يسعى المستمع إلى الترويح عن النفس، يريد الاستماع إلى الموسيقى الرائعة، تريح أعصابه، فلا يسمع إلا الصراخ والإزعاج والضجيج، أو أغانٍ سريعة لا تطرب.

نجيبة بزاد بناني(الرباط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى