مباشرة بعد انتخابات مؤتمر الأصالة والمعاصرة، وفوز إلياس العماري بالرئاسة في ظروف وصفها الكاتب الصحفي مصطفى السحيمي، في جريدة “ماروك إيبدو”، بأنها انتخابات على الطريقة الستالينية، (…) أدلت المرشحة الأمريكية للفوز برئاسة الولايات المتحدة، هيلاري كلنتون بتصريح يوم 3 فبراير 2016، معربة عن ((أملها في رؤية حزب العدالة والتنمية يفوز في انتخابات أكتوبر القادم)).
هيلاري كلنتون أوضحت أكثر، وقالت: ((إن حكومة عبد الإله بن كيران، نتمنى أن نراها تفوز مرة أخرى بالانتخابات القادمة)) (الصباح 4 فبراير 2016).
ولا يمكن تفسير توقيت هذا التصريح، إلا تعبيرا صريحا عن رغبة الدولة الكبرى، وهي التي لم يبق سرا أنها بعد أحداث الربيع العربي في المغرب، نصحت الملك محمد السادس بأن يشكل حكومة إسلامية معتدلة، كانت هي حكومة بن كيران.
ورغم أن المنظمة الحقوقية، المتحاملة على المغرب، المسماة “ترانسبرانسي” نشرت في نفس الوقت تقريرا يتحدث عن توسيع رقعة الفساد الإداري في عهد حكومة بن كيران، إلا أن مركزا أوربيا ضخما، يسمى “المركز الميديتراني للأبحاث الاستراتيجية” أعطى وهو يتحدث مع ما صرحت به المرشحة الأمريكية، وكتب: ((إن حزب العدالة والتنمية هو المرشح الأول للفوز في الانتخابات القادمة، ليس فقط للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، ولكن لأنه الحزب المغربي الذي يحظى بدعم الإدارة الأمريكية، والاتحاد الأروبي)).
وكان عنوان هذه الدراسة ((لماذا حزب العدالة والتنمية سيفوز في انتخابات 2016))، لتجيب على هذا العنوان مؤكدة: ((إن المرشحة الأولى للبيت الأبيض، تدعم حزب العدالة في آفاق التعاون الأمريكي مع الإسلاميين المعتدلين في إفريقيا الشمالية، والشرق الأوسط)).
وحتى لا يكونا المصدران الوحيدان المؤكدين للاستحقاقات المستقبلية لحزب العدالة والتنمية، فقد جاء رافد استطلاعي ثالث، من الاتحاد الأروبي، على لسان الصحفية “فريديراكا موغيريني” والتي كتبت أن الحكومة الإسلامية المتمثلة في حزب العدالة والتنمية ((هي الشريك المفضل خاصة في مجال محاربة الإرهاب، مؤكدة أنها أبلغت هذا الاستنتاج لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار)).
استنتاجات أمريكية أوربية، سبقها في نفس السياق، ذلك الحادث الذي حصل أثناء افتتاح أكبر مشروع طاقي في العالم، ترأسه الملك محمد السادس في ورزازات، حينما أراد إعطاء الإشارة الرسمية فتوقف والتفت يمينا، ثم التفت يسارا، وهو يقول فأين سي بن كيران، قبل أن يتم إحضار رئيس الحكومة بن كيران.