أصيبت جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر بالدهشة وخيبة الأمل جراء إعلان حزب “بودموس” عن مبادئه السياسية، بعد أن لمح رئيسه “بابلو إيغليسياس” بإعادة النظر في موقف الحزب من القضية الصحراوية أثناء مشاركة زعيمه في ندوة التنسيقية الأوروبية بالعاصمة الإسبانية مدريد العام الماضي، واستبشرت جبهة البوليساريو خيرا بالفوز التاريخي للحزب الجديد في المشهد الإسباني الذي احتل المرتبة الثالثة في أول مشاركة انتخابية له. وجاءت الوثيقة التي قدمها الحزب يوم 15 فبراير الجاري كأرضية لأي حكومة مستقبلية في إسبانيا، في محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية وتحمل الوثيقة عنوان “القواعد السياسية من اجل حكومة مستقرة ومضمونة”. وفي الوثيقة التي تتضمن 98 صفحة لم يشر الحزب إلى قضية النزاع حول الصحراء بين المغرب والبوليساريو، بل اكتفى بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقد يبدو أن محاولة إيجاد أرضية مشتركة بين حزبي “بودموس” والحزب الاشتراكي أرغمت هذا الأخير على إعادة النظر في توجهاته الخارجية من أجل التوصل إلى أرضية تفاهم مع الحزب الاشتراكي لتشكيل الحكومة المقبلة، خاصة وأن مواقف الحزب الاشتراكي من القضية الصحراوية معروفة منذ عهد ثاباتيرو، وهي مواقف تؤكد دعم الحزب للحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع.