الأسبوع الرياضي | بصير، بودريقة، والانتهازيون
يعيش فريق الرجاء البيضاوي أزمة كبيرة بين مسيريه، ربما ستعصف بكل الإنجازات التي حققها، وآخرها المستوى الرائع الذي ظهر به الفريق خلال كأس العالم للأندية البطلة التي احتضنتها بلادنا خلال شهر دجنبر الأخير، حيث توج وصيفا لبطل العالم.
أزمة الرجاء الحالية لا تشبه الأزمات التي تعيشها معظم الأندية الوطنية والتي تتجلى في الخصاص المادي، فهي أزمة مواقع وحروب بين بعض الأشخاص الذين يصطادون في الماء العكر.
مباشرة بعد الاستقبال الملكي الذي حظي به الفريق الأخضر، وخصوصا الطريقة اللبقة التي تعامل بها جلالة الملك مع اللاعب الدولي وهداف المنتخب المغربي خلال مونديال 1998 صلاح الدين بصير حيث استقبله بحفاوة كبيرة، وسأله عن وضعه الصحي علما بأنه كان يعاني من الحساسية، مباشرة بعد ذلك، بدأت تظهر المشاكل بين مسيري الفريق.
فمن حق صلاح الدين بصير أن يطلب ما شاء من جلالة الملك المعروف بعطفه الكبير على جميع المغاربة، خصوصا أولئك الذين أعطوا الشيء الكثير لهذا الوطن، ودافعوا عن رايته في أكبر المحافل العالمية.
ومن حق صلاح الدين أن يتحدث وبكل افتخار عن الأمور التقنية للفريق، مادام أنه رئيس اللجنة التقنية، هذه الصفة لم يحملها عبثا، بل جاءت بعد تجربة طويلة عاشها داخل الرجاء، والمنتخب الوطني، وداخل أقوى الأندية الأوروبية كنادي ديبورتيفو الإسباني، وليل الفرنسي(..).
هذه الأمور لم تعد تروق بعض الأشخاص الذين يتحكمون في الفريق ورئيسه الذي أصبح بمثابة كومبارس، مهمته الوحيدة هي تنفيذ الأوامر ولو كانت ضد مصلحة الفريق.
إنجاز الفريق في كأس العالم كان بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة، فالفريق الأخضر يعيش العديد من المشاكل منذ الموسم الماضي، خاصة فيما يتعلق بانتدابات اللاعبين الذي يسيطر عليها شخص واحد معروف بسوابقه المتعددة وبالضرر الكبير الذي سببه للفريق منذ أكثر من عقدين من الزمن.
هذا الشخص هو الآمر والناهي، والويل لمن تدخل في انتداب أو تسريح اللاعبين.
صلاح الدين بصير وبصفته التي تخول له الإشراف على كل الانتدابات، ذنبه الوحيد هو حبه الكبير لفريقه الأم الذي يعمل به بشكل تطوعي، وبدون مقابل، بل يرجع له الفضل في حل العديد من المشاكل التي كادت أن تعصف بالفريق، بما فيها حرب التكتلات بين اللاعبين الذين يكنون كل الاحترام والتقدير لصلاح الدين بصير.
على السيد بودريقة أن يستيقظ من سباته العميق، وأن يبعد عنه بعض المتطفلين الذين اغتنوا على حساب الفريق الذي أصبح بقرة حلوب، يستفيد منه كل من هب ودب.
فالطريقة التي يسير بها الفريق حاليا لا تمت بتاتا ولا علاقة لها بالرجاء العالمي، هذا اللقب الذي اكتسبه الفريق بفضل رجاله وأبنائه البررة، أما ما نرى حاليا فهو قمة العبث والاستهتار، والدليل على ذلك هو ذلك الجيش العرمرم من اللاعبين الذين جلبهم الفريق دون الاستفادة منهم، بسبب الانتدابات الكثيرة المشكوك فيها.
فعلى الشاب بودريقة أن “يكبر” وأن يستشير من سبقوه، وأن يبتعد عن التسيير على طريقة “التيلي كوموند” لأن الرجاء فعلا فريق عالمي، ويستحق مسيرين ناضجين، يقدرون قيمة وتاريخ هذا الفريق الذي يستغله حاليا بعض الوصوليين الذين لا تربطهم أي علاقة بالرجاء العالمي.