بوصوف: أسكاس أمباركي 2966… «للمغتربين داخل وطنهم واللاجئين خارجه»
31 يناير، 2016
0 2 دقائق
بقلم: رداد العقباني
سنة أمازيغية سعيدة إلى جميع المغاربة، إنها مناسبة للاحتفاء بالذاكرة والإنسان كمكونات لهويتنا الوطنية وتذكير بأصولنا وتعدد ثقافات مجتمعنا… تبعا لمقتضيات الدستور بتفعيل جميع بنوده وخاصة المتعلقة منها بتفعيل نص ترسيم الامازيغية (بصوف الصورة).
وقبل الدستور، سبق للراحل عبد الكريم الخطيب المقرب من القصر الملكي ومؤسس حزب العدالة والتنمية، أن أوصى محمد شفيق، العميد السابق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وقد كان مديرا للمعهد المولوي، ونصحه بـ “تعليم الأمازيغية لولي العهد آنذاك سيدي محمد”.
كدت أظلم رئيس الحكومة وأمين عام حزب الخطيب، بنسيان جرأته في الموضوع، هو الذي اعترف بعدم اتقانه للأمازيغية وبدل جهدا في حفظ كلمة أمازيغية، وبارك للأمازيغ السنة الجديدة2966 من منصة البرلمان، بالأمازيغية والوالي زينب العدوي ،أول من تذوقت أكبر طبق تاكلا في العالم، الذي أعدته جمعية تايري ن وكال بنفس المناسبة، وتكريم محمد شفيق بمناسبة المهرجان الأول لتخليد السنة الأمازيغية الجديدة الذي نظمته “جمعية أمان للتنمية المستدامة” بجهة فاس مكناس.
هي رسالة ومتمنيات رسمية وبدعة حسنة من طرف فعاليات المجتمع المدني الأمازيغي، في انتظار المعقول: تفعيل الدستور وترسيم الأمازيغية، قبل نهاية ولاية الحكومة الحالية.
ليسوا وحدهم… كل القنوات الاعلامية زينت مواقعها بعبارة “أسكاس أمباركي 2966″، لمن لازالوا “مغتربين في وطنهم وخارجه” على غرار مغاربة مؤسسة السيد بوصوف والمنتحلين لصفة لاجئ الذين لهم حق عليه “وها شحال دلمغاربة مسجلين كلاجئين سوريين في أوروبا: 7500” (موقع كود)، الذين أصبحوا مادة صحفية، لنفس القنوات لتزيين مواقعها بعبارة “إرهابيون بلجيكيون أو فرنسيون أو… من أصول مغربية”.
هؤلاء فريسة في أيدي تجار الموت ومصيرهم الاعتقال “رجال الحموشي والخيام يعتقلون أحد منفذي هجمات باريس بالمحمدية، مواطن بلجيكي من أصل مغربي يدعى «ج.ع»، لعلاقته المباشرة مع بعض منفذي الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس في غضون شهر نونبر2015 (موقع فبراير).
بقي أن أوضح معلومتين، الأولى: أن هناك نوع من الخلط في المسؤوليات مرده غموض – قد يكون متعمدا أحيانا- في فهم موقع مجلس الجالية في الفضاء المؤسساتي الوطني والأدوار الاستشارية المنوطة به.
النقاش الدائر حول المشاركة السياسية لمغاربة العالم، ومواقف الحكومة والبرلمان والأحزاب منه، لامس جزءا من الحقيقة، نوعا من التهميش من طرف الحكومة والبرلمان باعتراف “بوصوف”، وتجنى على حقائق لا يتسع المجال لكشفها.
والمعلومة الثانية: علمت أن الدكتور عبد الله بوصوف، هو مهندس مشروع طموح بشراكة مع مستشارة معارضة وجهة نافذة، ولن أذكر اسمها -لأسباب تخصني وتعنيها- لحل غياب السفراء ومغاربة العالم عن مناصب المسؤولية.
أما عبد الله بوصوف.. باختصار مجحف.
مؤرخ وخبير سابق لدى المفوضية الأوروبية ضمن برنامج «روح من أجل أوروبا» ويرجع له الفضل في مشروع بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ، أسس المركز الأورو-إسلامي للثقافة والحوار ببلجيكا ويدعو إلى الإسلام المعتدل والحوار بين الأديان والحضارات، وما خفي من مساره أعظم. مشكلته – وهي مشكلة كفاءات مغربية كثيرة- مع مسؤولي مؤسسات حكومية تهتم دستوريا بشأن الجالية داخل المغرب وخارجه – وما أكثرها عددا- لا يؤمنون بثقافة الاستشارة، بل تربوا على ثقافة المخزن وتعليماته.
قد كتبت وأوضحت – وغيري كثر- أن في هذا السياق سؤال محير: هل تبقى إمارة المؤمنين في المغرب وحدها، مؤسسة ضامنة لشعرة معاوية مع مغاربة الخارج ومع غيرهم من «المغتربين داخل وطنهم واللاجئين بانتحال الصفة، خارجه»؟