كواليس الأخبار | تلفزيون “باداز” أو حين يفلس التلفزيون

تعيش قنوات القطب العمومي على مستوى البرامج إفلاسا غير مسبوق في تاريخ المغرب المستقل.
الإفلاس لا ينحصر في تفاهة الإنتاجات المقدمة ولا في عملية التكرار للمرة الأربعين للبرامج المتنوعة وللمسلسلات والأفلام فقط، بل انتقلت التفاهة حتى على مستوى النشرات الإخبارية وبخاصة الربورتاجات الاجتماعية “الصادمة” التي تقدمها القنوات العمومية، والتي لا تمثل بتاتا برامج القرب التي تعكس هموم ومشاكل الشعب المغربي.
آخر ما تفتقت عنه عبقرية قناة دار البريهي هو ما حصل، يوم الإثنين الماضي، وفي النشرة الرئيسية “الثامنة والنصف مساء”، حيث تم تقديم ربورتاج خبري لا يتعلق بالجبال والقرى المحاصرة بالثلوج، ولا يتطرق لوضعية المستشفيات المهجورة دون أطباء في القرى والمدن البعيدة، ولا إلى ارتفاعات الأسعار، ولا إلى الفساد المتستر حوله ولا إلى مشاكل المسالك بالريف وغيرها من الهموم، بل يتعلق الأمر بتقديم المذيعة لربورتاج مطول حول أكلة “باداز” ومدى فوائدها الصحية على المواطنين المغاربة، قدمت وسط نشرة الأخبار الرئيسية، فهل بلغ الإفلاس والفقر في الأفكار داخل قنوات القطب العمومي كل هذه الدرجة من الضحالة؟.