المنبر الحر | الجار العنيد

لقد لاحظ كل المتتبعين للإعلام أن الإدارة الأمريكية اتخذت قرار التحفظ في اتفاقياتها المتعلقة ببيع الأسلحة لدولة مصر المحروسة(..) جراء تجاوز حكم الانقلاب في الدوس على المنظومة الديمقراطية مما جعلها تصوب وجهتها لتدعيم تسلحها إلى المعسكر السوفياتي كما كان في عهد جمال عبد الناصر(..) وهذا المنحى تسير عليه جارتنا العنيدة في تقوية تسلحها في انتظار مواجهة قد ترغم المغرب على خوضها مكرها للذود عن حدوده(..) وهذا ما لا يتمناه أي عاقل مازال الدم يسير في عروقه على نحو سليم(..).
وإنه بالرغم من أسطورة انهيار حائط برلين بعد فشل سياسة الشفافية التي مارسها غورباتشيف، وكذا بالرغم من تصفية الأجواء لجعل حد للحرب الباردة لسنوات 1950 و1960؛ فإن الجار العنيد مازال مصرا على هدر دولارات بتروله على بعض الدول الإفريقية الفقيرة لتظل منحازة لأطروحته الحالمة إمعانا في النيل من الوحدة الترابية، مشغلا بذلك الشعب الجزائري بكون مصيره معلقا على تكسير شوكة المغرب(..) إلا أن يقظة الطاحونة الدبلوماسية للمغرب أفشلت الآن جميع محاولاته على الصعيد الدولي.
فالزيارة الموفقة لملك البلاد للديار الأمريكية ومصادقة السوق الأوربية على اتفاقية الصيد البحري إلى جانب سياسة القرب والأفضلية الممنوحة للمغرب من طرف الكتلة الأوربية، تؤكد أن المغرب منفتح بشكل مطمئن على أبواب أمريكا(..) وإفريقيا بل حتى على المعسكر الاشتراكي بتقوية اتفاقية التجارة مع موسكو(..) كما وقع في الأيام الأخيرة(..).
وبذلك يتضح أن المغرب أصبح واحة للاستثمار نظرا للاستقرار الذي يعرفه مقارنة مع ما تعانيه بقية الدول العربية.
وجدير بالذكر أن التعاون الدولي لا يتم بمقتضى الاتفاقيات التي ترمي إلى إرهاق خزينة الجار العنيد عن طريق الإمعان في التسلح لإرهاب المغرب واعتبار أن لغة المال هي التي تمنح السلطة، بل إن التعاون الدولي يتم عن طريق لغة الحوار البعيد عن كل مظاهر التهور ومبني فعلا على التعاون البناء(..) وتقاسم المنافع في ظل احترام متبادل لا على سياسة التشنج والعناد الأعمى الحالم لتصورات تليدة أكل الزمن عليها وشرب، فهلا استفاق الحاكم الجزائري من سباته العميق ليعانق جاره الحبيب المغرب.
عبد الرحمن المريني (القنيطرة)