تحقيقات أسبوعية
العلاقات السرية لزعيمة الاشتراكي الموحد “نبيلة منيب”
… بعد مدحها من طرف المخابرات الإسبانية ووصف الجزائر لها بـ “لويزة” المغرب
إعداد. عبد الحميد العوني
قالت مصادر خاصة أن “زعيمة الاشتراكي الموحد” تعاونت رسميا مع أجهزة بلادها في موقفها من قضية “القبايل”، وجاءت تصريحاتها ردا على ما يناسب تصريحات لويزة حنون من الطرف الجزائري، وقد انتقدتا معا “السياسات الهجومية التي تمارسها العاصمتان الرباط والجزائر العاصمة” بخصوص الصحراء أو القبايل. وكشفت الدكتورة منيب في بيان سابق مؤرخ في 21 أكتوبر 2015، عن هذا التعاون لدعوتها “لاستراتيجية جديدة واستباقية بمقاربة تشاركية للدفاع عن وحدتنا الترابية”.
ودعمت الدولة زيارة المسؤولة اليسارية إلى السويد، مكان إدريس لشكر واليوسفي، ومن جهتها اعتبرت التظاهرات التي عرفتها سفارة السويد في المغرب سحبا للبساط تحت قدميها من جهة أمنية داخلية، وهي في مهمة وطنية بالخارج.
واعتمد محللون غربيون على هذه الخلاصة المباشرة لتبرير جمود موقف المغرب من قضية القبايل بعدما قاله نائب مندوب المملكة في الأمم المتحدة دعما لهذه القضية.
ويرى تقرير أن علاقات الدكتورة والأجهزة في بلادها “منخفضة” إلى حدود بعيدة، وأن ذكاءها السياسي في التموقع الجيد إلى جانب حسابات دولتها سبب هذا الارتباك من طرف المتابعين في الخارج، وقد نعتت المسؤولة عن وسط اليسار رئيس الحكومة بن كيران بعدم الذكاء في علاقته مع “الدولة العميقة” (حوارها مع القدس العربي)، وفي استجوابها مع الجريدة اللندنية قالت بخصوص عدم مشاركتها في التشريعيات السابقة، إن الحزب “دفع لها دفعا” بما يوضح وقوع الحزب تحت ضغوط من الدولة العميقة التي تشمل في نظرتها: المؤسسة الملكية والمستشارين (بالحرف).
ويكاد يختزل علي الهمة في القصر الإدارة السياسية للمملكة، ويعتبر موقف منيب توجها من داخل المؤسسة “إيستابليشمانت” المغربية، ويرفض هذا التوجه النتائج السلبية لما يدعى “الدبلوماسية الهجومية” التي أوقفت المفاوضات مع البوليساريو، وطرحت خيارات محتملة للحرب في المنطقة، وطالما نبه المغرب إلى “رفضه لأي مغامرة غير محسوبة النتائج”.
منيب رفضت موقف المغرب من قضية القبايل وانتقدت حزب الدولة (الأصالة والمعاصرة) الذي يسيطر على القرار الحزبي، وأكدت على مشاركة بلدها في إجهاض ما دعته “الحركات المسلحة في الجنوب”
بنفس ثقل التوجهات الأمنية الأخيرة ترفض نبيلة منيب، الدكتورة الجامعية في الغدد، التشكل الغددي لما تدعوه “الحركات المسلحة في الجنوب”، وتدعم مواجهة استباقية لإجهاضها التصاقا بالمنظور الرسمي، وتتميز هذه الرؤية عن رؤية محمد الساسي القائد السابق للاشتراكي الموحد.
والذي يمكن استثماره في توجه الدكتورة منيب من طرف الرسميين:
أ ـ قبولها بالمقاربة التشاركية بين الأحزاب والأجهزة الأمنية والمجتمع المدني في مشكل الصحراء.
ب ـ رفضها إثارة “مواضيع تاريخية أو حقوقية” خارج ملف الصحراء على الصعيد الإقليمي (مع الجزائر) أو الدولي.
ج ـ دعم البعد المغاربي لفدرالية اليسار، وهو ما يشكل قناة حوار وتحالف مع لويزة حنون وغيرها من فعاليات اليسار الجزائري، والموريتاني لإعادة نسج “ما هو على الطاولة” بذكاء مؤسسي ومدني يخدم مصالح المملكة.
د ـ دعم الإجراءات الاستباقية المتبعة لإجهاض ما تدعوه منيب الحركات المسلحة في الجنوب، تتقدمها جبهة البوليساريو.
وهذه النقط الأربعة توضح مدى التطابق “الناشئ” بين الاشتراكي الموحد والدولة بخصوص “الأمن القومي للمملكة”.
ويعتبر دعم تيار الاشتراكيين الموحدين للاستراتيجية الأمنية الجارية تطورا استثنائيا في المشهد الحزبي العام، واعتمدت منيب في تصريحاتها ومواقفها الأخيرة على “الذكاء” (والاستخبارات دوائر ذكاء بالأساس) في تموقع جديد لشخصها، لم يصل تأثيره إلى حزبها.
وتشكل فيدرالية اليسار ببعدها المغاربي تأسيسا إعلاميا لفكرة الفيدرالية الموضوعة على مائدة التفاوض لحل مشكل الصحراء.
ويزيد الأمر وضوحا، في زيارة منيب إلى السويد للدفاع عن توجهات رسمية، رغم نفيها لوجود قرار من مملكة السويد بخصوص الاعتراف بالبوليساريو.
مقال يعبر عن رؤى جديدة