طبعا كل عزيز في ذكرى عزيزة، ومناسبة الذكرى المئوية للعلم الوطني، يروقني أن أكتب حول العلم المغربي المحبوب، حيث كان اللواء في عهد دولة السعديين أبيض مكتوب عليه باللون الأسود “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وفي عصر الدولة العلوية يسرني أشد السرور أن أنهي إلى كافة القراء أن المرحوم بكرم الله السلطان مولاي يوسف هو الذي اختار علم البلاد، والحق كل الحق أن الملك مولاي يوسف هو الأب الروحي للراية المغربية بناء على الظهير الشريف رقم 162 بتاريخ 17 نونبر 1915، وليس الجنرال اليوطي المقيم العام بالمغرب سابقا (1912-1925) حسب مجلة “زمان رقم 8″، وسيد الأدلة أن العلم المغربي الأحمر الذي تتوسطه نجمة خضراء ونصه بالحرف “نظرا للتقدم الذي أحرزت عليه دولتنا الشريفة واعتبارا للشهرة اللامعة التي نالتها وفقا للضرورة الأكيدة أنشأنا الراية المغربية طبقا لمجموع مبادئ رموز الإسلام الخمس في ديننا الحنيف”، بيد أن العلم المغربي بقي بدون نشيد وطني يعزف رسميا خلال رفعه، وفي سنة 1934 شاءت همة عاهل البلاد محمد الخامس أن يحتفل لأول مرة برفع الراية المغربية فوق القصر الملكي بالرباط بمناسبة عيد العرش السعيد وأثناء رفع الراية كان الحرس الملكي يعزف نشيد العلم الذي كتبه الشاعر محمد بن المهدي العلوي حيث يقول فيه:
لك يا لواء العز ويا رمز العلا ألف تحية وسلام
عش مرموقا إلى الأمام خشعت إليك القلوب يا علام
وعقب بزوغ فجر الحرية الحرية والاستقلال تقرر وضع نشيد وطني رسمي لرفع الراية نظمه الشارع المبدع مولاي علي الصقلي، وهو النشيد الحالي المعروف.
وأغتنم هذه الفرصة السانحة لأكتب مع شديد السف أن بعض الإدارات والمؤسسات العمومية ما فتئت تستعمل فوق بناياتها أعلاما وطنية باهتة اللون، ونظرا للقدسية والشهامة اللذين يجب إيلاؤهما للعلم الوطني أناشد المسؤولين إصدار تعليمات قصد سحب الأعلام الوطنية القديمة الاستعمال وتعويضها برايات جديدة مع العلم أن كل من تهاون في هذا الصدد يرتكب خطأ فادحا، لذا يجب إنزال عقوبات صارمة ضده ونحن المغاربة نأخذ على عاتقنا أن ندافع عن علمنا رمز سيادة البلاد بالنفس والنفيس، حيث نموت ويبقى علم وطننا المحبوب عاليا مرفوعا يرفرف على المغرب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.