جهات

وجدة | لقاء من أجل تحريك قضية المغاربة المطرودين من الجزائر

   إذا كان النظام الجزائري قد أقدم على طرد 45 عائلة مغربية (حوالي 500.000 شخص) في دجنبر من سنة 1975 في ظروف غير إنسانية، كانوا يقيمون بطريقة شرعية وقانونية فوق التراب الجزائري منذ عقود كرد فعل على تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء المغربية من المستعمر الإسباني،  في محاولة يائسة لخلط الأوراق الداخلية للمغرب، فإن المغرب يكون قد تجاوز الصدمة، وتخلى عن التحركات الكلاسيكية التدبير الدبلوماسي في إثارة الملف داخليا وخارجيا(..) بل وجعله رديفا مباشرا لقضية استكمال وحدتنا الترابية، مع التركيز على المطالب المشروعة والضغط على النظام الجزائري من أجل جبر الضرر الذي لحق المغاربة من جراء العمل العدواني والإجرامي الذي أقدم عليه هواري بومدين سنة 1975.

ففي هذا الإطار نظمت جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر بوجدة، وبشراكة مع المجلس البلدي ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية لقاء تواصليا مع الصحافة وفعاليات المجتمع المدني تحت شعار: “إنصاف المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر سنة 1975 مسؤولية الجميع”.

خلال هذا اللقاء الذي حضره حوالي 350 شخصا، تم عرض شريط وثائقي لضحايا الطرد، كما تم الاستماع لشهادات حية عما قامت به قوات الشرطة والدرك والجيش الجزائري من انتهاكات يندى لها الجبين في حق مواطنين مغاربة، منهم من شارك في تحرير الجزائر، ومنهم من ساهم في تنمية الاقتصاد الجزائري.

وقد كانت الصدمة قوية وأثرت في أجيال وأجيال منذ سنة 1975، وهذا الطرد كان بداية لمشاكل أكثر تعقيدا وتبعات اجتماعية وسياسية مازالت ترخي بظلالها على العلاقات بين المغرب والجزائر، باختصار إنه جرم كبير اقترفه النظام الجزائري في حق إخوة في الدين واللغة والمصير المشترك(..).

فالقضية تهم مغاربة مظلومين، ولهذا فإن التضامن يزداد قوة وحرارة يوما بعد يوم، فما أقدم علية النظام الجزائري سنة 1975 أضيف إلى أرشيف أحداث الطرد التعسفي والتهجير والتنقيل الجماعي في خضم أحداث سياسية ساخنة شهدها العالم نذكر منها على سبيل المثال، طرد المورسكيين من إسبانيا نحو المغرب والجزائر وتونس بعد سقوط غرناطة، والتنكيل بمن بقي منهم في مملكة قشتالة، تنقيل اليهود من طرف القوات الألمانية إلى معسكرات التجمع خلال الحرب العالمية الثانية، تهجير البوسنيين وإعدامهم جماعيا من طرف القوات الصربية الصليبية(..).

مـحمـد ســعـدونــي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى