المنبر الحر | الحملة الوطنية للتضامن ومشكل التسول
تعد ظاهرة التسول من أكثر الظواهر التي انتشرت بمجتمعنا بشكل مقلق، خصوصا بالمدن حتى أن البعض جعلها حرفة يومية ووسيلة لجمع المال دون عناء، وممارسو هذه “المهنة” يحرصون دائما على الظهور أمام الناس بلباس متسخ ووجه شاحب ومظهر يدعو إلى الشفقة والرحمة وكسب عطف الآخرين، كما يتم استغلال الأطفال الصغار في التسول من طرف بعض المتسولات.
ومن طرق التسول التي يستعملها المتسولون التظاهر بالمرض وحمل بعض الأوراق الطبية أو غيرها وقد يكون ذلك مجرد تمويه وخداع، وهذا لا يعني أن كل المتسولين يمارسون أسلوب الخداع إذ أن منهم من هو في أمس الحاجة إلى المساعدة لأن الفقر والمرض شل حركته وجعله يشعر بالضعف والعجز.
وإذا كان عدد المتسولين بالمغرب يتزايد بنسبة كبيرة، فإن التسول اليوم لم يعد يقتصر على المغاربة وحدهم بل أصبح ينافسهم في ذلك حتى الأجانب من دول إفريقيا المقيمين بالمغرب بطريقة شرعية أو غير شرعية، إذ نجدهم في الأسواق وأمام محلات الأكل وأمام أبواب المساجد وفي الشوارع والأزقة(..) حتى أن منهم من تعلم اللهجة الدارجة وبدأ يستعملها في التسول، وإلى جانب هؤلاء المتسولين الأفارقة نجد العائلات السورية الغارين من جحيم الحرب رجالا ونساء وأطفالا صغارا يقفون أمام أبواب المساجد طلبا للمساعدة. ولا يزال ببلادنا أناس كرماء ورثوا الكرم أبا عن جد ولا يترددون عن مد يد المساعدة إلى المحتاجين والمعوزين؛ إنهم مثال للأخلاق الإسلامية التي تدعو إلى التضامن والتكافل والإنفاق وخصوصا في المناسبات الدينية.
وقد انطلقت ببلادنا مؤخرا الحملة الوطنية للتضامن التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن وهي مناسبة كبيرة يظهر من خلالها المغاربة تعاطفهم وتعاونهم مع إخوانهم المحتاجين، لكن استفحال ظاهرة التسول ببلادنا أصبح أمرا مقلقا، لأنه يعطي صورة قاتمة ومشوهة لما يجب أن يكون عليه مجتمعنا المغربي. فالتضامن ينبغي أن يكون غير محدود بل يجب أن يكون متواصلا ودائما ويجب أن يكون من أهم أهدافه القضاء على ظاهرة التسول أو التخفيف منها على الأقل لأنها تشوه صورة المجتمع ولو دفع أغنياؤنا زكاة أموالهم لما كان عندنا متسولون بهذا الشكل المخيف.
جد بوشتى (الرباط)
اعتقد -سامحمني الله – ان ظاهرة التسول في استفحال ، لا يمكن القضاءعليها إلا بالتوعية و الموعضة الحسنة و ا ظن ان المساعد الاول و الاخير في انتشار الظاهرة هو المواطن..فلو ان كل متصدق امتنع عن مد الصدقة لهؤلاء المتسولين المحترفين لما انتشرت الظاهرة المسيئة للكرامة المغربية…الصدقة الجارية و المقبولة هي المستورة و المخفية عن الانظار…
merci bouchta