الانتخابات الجماعية المقبلة…معركة “الزعامة” بين حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي

في انتخابات 2009 كان حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة وحزب العدالة والتنمية في المعارضة، ومع حلول انتخابات 2015 انقلبت الأوضاع؛ فمن كان يحكم “هبط” إلى المعارضة ومن كان يعارض صار يرأس الحكومة، فهل لهذا الطلوع والهبوط تأثير في الانتخابات الجماعية المقبلة؟ فالحزبان لهما طموح كبير للفوز برئاسة جماعة العاصمة لأسباب تاريخية بالنسبة للاتحاد الاشتراكي، وسياسة مصيرية لمكانة العدالة والتنمية في الداخل والخارج.
فالكاتب الأول الاشتراكي دائرته الانتخابية الأبدية هي الرباط المركز الأول للحزب، ووزيران ناجحان من حزب العدالة والتنمية اكتشفا في جماعة الرباط وهما منتخبان في مقاطعة حسان، إضافة إلى عدد من الأطر التي تم – جنيها – من مشتل الجماعة و”غرسها” في عدة “حقول” وزارية، فحسب ما يتداوله “البيجيديون” فالأمين العام للحزب هو الذي تكلف باختيار المرشحين لانتخابات المقاطعات، وهذه إشارة قوية على الاهتمام بالعاصمة التي هي مرآة حقيقية لقوة أي حزب، بينما حزب الاتحاد الاشتراكي الذي “تعرض” لحادثة سير في انتخابات 2009، وأصيب بـ”زلزال” خفيف في الشهور الماضية، فإنه سرعان ما استعاد عافيته بعد القرارات الشجاعة التي اتخذها داخل “المطبخ الاشتراكي” وأضحى مؤهلا لتأكيد اشتراكية الرباط وضمان استمرارية الحزب في الجماعة دون حوادث أو مفاجآت، ما دامت الرباط أعطته من جماعتها زعيم الاشتراكيين الحالي الذي هو منتخب في الجماعة. وبناء على هذه المعطيات ستدور معركة الحسم بين الحزبين، وربما الاتحاد لوحده سيتجند لمقاطعات وجماعة العاصمة.
فحزب العدالة والتنمية يفضل الجهة اعتبارا لتواجده في كل عمالاتها، وقد يركز على هذا المنحى السياسي بينما الاتحاد الاشتراكي فهو في معقله الرباط، وحسب المعلومات المتسربة فلقد أعد وجوها جديدة وقد يجعل على رأس الجماعة امرأة جامعية متمرسة في العمل الجماعي وهذا ربما سيخلق دينامية حزبية جديدة تعتمد على التواصل، والإنصات، والمناقشة الهادئة، والأفكار البناءة بعيدا عن “فانطازيا” الثورات الكلامية التي لم يعد لها مكان في مدينة الأنوار الرباط.