المنبر الحر | حكومة الزيادات
غني عن البيان أن المغاربة جربوا الأحزاب التي شاركت في تدبير الشأن العام منذ الاستقلال، وكان أغلبهم يطمحون كلما مروا باستحقاقات تشريعية بأن تنبثق عن هذه الأخيرة حكومة تستجيب لانتظاراتهم وتخفف من أوزار معاناتهم، غير أن آمالهم تتبخر بعد تشكيل الحكومات المتعاقبة، وجاء الربيع العربي فحمل حزب العدالة والتنمية إلى الواجهة بعدما تصدر المشهد السياسي في الانتخابات الأخيرة، وتوسم المواطنون خيرا بصعود الحزب الإسلامي الذي دغدغ عواطف السواد الأعظم من المهمشين والمحرومين، غير أن هذا الأخير تنكر للوعود التي بنى عليها برنامجه الانتخابي، ووقف عاجزا أمام ملف الإصلاحات وقال للوبيات بلغة صريحة: عفا الله عما سلف، ثم انتقل إلى الطبقات الفقيرة والمتوسطة فأجهز على ما تبقى من قدراتها الشرائية، حيث طبق الزيادة في المحروقات التي ترتب عنها عامل الزيادة في الأسعار، ناهيك عن زيادات أخرى أثارت امتعاض المواطنين من قبيل الزيادة في الساعة، والزيادة في أعضاء الحكومة (النسخة الثانية) والزيادة في الضرائب، والزيادة في سن التقاعد، وهذه الأخيرة لم يحسم فيها بعد، أما الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها فينطبق عليها المثل العربي القديم: “أخلف من عرقوب”، وعرقوب هذا كان قد وعد أخاه تمر نخلة، فلما أينعت أخلف الوعد ولم يعطه شيئا.
محمد السغروشني (بولمان)