مفاجأة الانتخابات: “القَسَم”
الرباطيون عازمون على إنهاء عهد “السيبة الانتخابية” الذي عمر عقودا من الزمن، ويناضلون اليوم من أجل انتقال الرباط مدينة الأنوار إلى الرباط مدينة ذكية بانتخابات جماعية أذكى، والتي نأمل في أن تقرر منتخبين أذكياء مسؤولين مطوقين بأداء “قسم الوفاء” لروح مهامهم النبيلة، ويتفانون في خدمة السكان.
وقد بادر الرباطيون ممثلون في المجتمع المدني (مرصد الناخب لمدينة الأنوار)، وراسلوا الأحزاب السياسية بإرسالية مؤرخة في 3 يونيو الحالي، مقترحين إلزام رؤساء المقاطعات والجماعة والعمالة والجهات بالتقيد بقسم الوفاء أسوة بالقياد والعمال والولاة، فرئيس المقاطعة تحت إمرته في الرباط من 5 إلى 6 قياد ورئيس دائرة، وهؤلاء عند تخرجهم أو تعيينهم ارتبطوا بالقسم؛ فأما رئيس الجماعة والذي يتصرف في 120 مليارا وممتلكات المدينة وكل مناحي الحياة اليومية للمواطنين بما في ذلك أمنهم، وصحتهم فهؤلاء الرؤساء “ملائكة” عند وزارة الداخلية وتنزههم من الارتباط بأي قسم لذلك تضمنت الإرسالية نص مشروع القسم المقترح وهو كالتالي: “أقسم بالله العلي العظيم أن أخلص في مهامي الانتخابية، وأن أحافظ على ثقة الناخبين ولا أوظفها في مسائلي الشخصية من امتيازات كيفما كان نوعها، وأخدم بكل تفان مصالح مدينة الرباط لعمل جماعي مسؤول ومراقب“، فلا يعقل أن يؤدي الوالي القسم وهو الذي يتصرف في ميزانية الولاية التي لا تتجاوز نسبة 10 في المائة من ميزانية الجماعة، بينما رئيسها وكأنه ملاك نزل من السماء وليس بشرا مثل القياد والباشوات والعمال والولاة، ونذكر بالملفات الضخمة التي في حوزة الجهات المعنية “ضد” بعض “الممثلين” الذين حاكمهم السكان قبل أي كان في انتظار حكم الله والناخبين، وإن كنتم تعلقون في بداية هذا الانتداب الجماعي تم إلقاء القبض على رئيس مباشر بعد انتخابه، وآخر.. وآخر…
وحتى لا يتكرر ما وقع، وحماية ووقاية من الدخلاء والسماسرة وقناصي الهميزات وأثرياء الانتخابات، ومنهم اليوم من لم يفهم بعد بأن الناخبين في عاصمة الأنوار قرروا مواجهته بالتصويت بكثافة للتشطيب عليهم وبصفة نهائية من قوائم المجالس التي احتلوها لمدة سنوات الغفلة، فعايشوا 5 ولاة و30 رئيس دائرة و200 قائد، ويطمعون في المزيد من الحكم لخنق الرباطيين.
ونعتقد بأن “القسم” هو الفاصل بين الحلال والحرام وبين السيبة والمسؤولية، وبين مدينة الأنوار ومدينة الظلام، وبين الحق والباطل، فيا سكان الرباط اضغطوا على الأحزاب لتجبر المنتخبين المقبلين على صيانة أصواتنا وثقتنا وأموالنا، وتأخذ منهم ميثاقا رسميا مثلما في “قسم الوفاء“. فهل يكون هذا القسم هو مفاجأة الانتخابات القادمة في العاصمة؟