المنبر الحر | أعداء الإسلام خططوا للقضاء على اللغة العربية بالدعوة إلى الدارجة: الحلقة الأولى
بقلم: مصطفى الطريبق
الزوبعة الفنجانية القائمة في المغرب اليوم هي زوبعة اللهجة الدارجة والدعوة لإدخالها إلى التدريس، وهي دعوة جاءت من طرف نور الدين عيوش ومن دفعه ويؤيده، وأظن لو عرف عيوش ومن معه خطورتها ومن دعا إليها قبله بسنين عديدة وما الغرض منها لما تبناها، لأنها دعوة نادى بها منذ القديم “جلادستون” رئيس الوزراء البريطاني الذي قام أمام مجلس العموم: “مادام القرآن موجودا، فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان”.
ونادى بها المبشر “تاكلي” فقال: “يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماما، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا، وأن الجديد فيه ليس صحيحا” وكان أعداء الإسلام يخططون للقضاء على اللغة العربية لأن القضاء عليها هو القضاء على الدين الإسلامي، ومما يؤسف عليه ويدفع إلى الحسرة والألم أن الأعداء الاستعماريين لم يكونوا وحدهم حاملين معاول هدم اللغة العربية وإنما كان في صفهم ومعهم عملاؤهم من بين العرب، ومن المعلوم أن الاستعمار أظهر استغناءه عن اللغة العربية واكتفى بلغته، وفي نطاق محاربته اللغة العربية أطلق عليها المستعمر وعملاؤه ألقابا تبخس من قيمتها وتنفر الناس عنها والتعلم بها، من هذه الألقاب أنها لغة لا تصلح لغة تعليم، وأنها قديمة، وفي الوقت الذي كان الاستعمار وعملاؤه يحاربون اللغة العربية كانوا يشجعون العامية مما جعلها تنمو وتزدهر، وجعل مؤيديها يبذلون كل المحاولات لجعلها لغة علم وأدب وصحافة، ولغة مسرح، وكل ذلك لأجل القضاء على اللغة العربية، وزاد الاستعمار في إذكاء نار محاربته فنادى بكتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.
ولاحظ الغيورون على لغتهم العربية أشكال المحاربة وأنواع العداء الذي يكال لها فقاموا وعملوا على خلق دعامات أساسية للحفاظ عليها، وهذه الدعامات هي مجامع اللغة العربية، فكانت دعوة عبد الله باشا فكري سنة 1888م فأنشئ أول مجمع لغوي في مصر سنة 1892م وترأسه السيد توفيق البكري وكان نائباه: الإمام محمد عبده، والشيخ الشنقيطي، وقام هذا المجمع بوضع عشرين كلمة عربية مقابل عشرين كلمة أجنبية، فجعل المعطف للبالطو والشرطي للبوليس، والمسرة للتليفون، إلخ..
وفي سنة 1908م قام خريجو دار العلوم بإنشاء نادي كان عبارة عن مجتمع لغوي برئاسة حفني ناصف ووضعوا أسماء عربية لمسميات حديثة ليس لها أسماء عربية معروفة.
وفي سنة 1916 أنشأ أحمد لطفي السيد مجمع دار الكتب واقترح أن يكون مكونا من 28 عضوا، منهم 25 من العرب، وواحد من كل من الفرس والسريان والعبرانيين.
وفي سنة 1921 أسس مجمع إدريس راغب بعضوية الشيخ أحمد الأسكندري والشيخ محمد الخضري.
وفي سنة 1932 صدر بمصر مرسوم ملكي في يوم 13 دجنبر بإنشاء مجمع اللغة العربية، وبدأ أعماله يوم 30 يناير سنة 1934.
وفي سنة 1961 أنشئ بالرباط “مكتب التعريب” للنهوض بحركة الترجمة والتعريب في المغرب والتعاون مع المجامع والهيئات التي تعني بخدمة اللغة العربية على مستوى الترجمة ووضع المصطلحات العلمية.
يتبع