أنشأ المستعمر الفرنسي مستشفى الأمراض الصدرية والتنفسية المتواجد بقرية ابن الصميم بإفران، على بعد 6 كيلومترات من إفران و11 كيلومترا من أزرو، بناية عظيمة تتألف من ثمان طوابق، شيدت سنة 1948 على مساحة إجمالية تقدر بـ40 هكتارا في منطقة غابوية بالقرب من عين ابن الصميم، بدأ الاشتغال بها سنة 1954 بطاقة استيعابية تصل إلى 400 سرير، بالإضافة إلى مرافق مختلفة (قاعة السينما، ملاعب..).
بناية ضخمة صارت إلى اليوم أطلالا تؤرخ لحقبة الاستعمار الفرنسي في إفران التي يظل مستشفى ابن الصميم، والكنيسة المسيحية، وحي العائلات الفرنسية، وبضع منازل بحي الرياض مآثر تاريخية يجب العناية بها، بدل تركها تتعرض للإهمال.
فما إن تقترب من بناية المستشفى الشامخة حتى تسمع أصوات الأبواب الداخلية التي تغلق وتفتح لوحدها وهي الأصوات التي نسجت حولها الحكايات، حيث تحكي إحدى الروايات أن سيدة كانت نزيلة المستشفى تتلقى علاجها فإذا بها ذات ليلة تأخذها الأشباح لترمي بها عبر الأدراج ليجدوها ميتة، وهي رواية من بين الروايات المختلفة التي لن يصدقها عاقل، فالشبح الوحيد بالمستشفى، حسب بعض المتتبعين، أولئك الذين أفرغوه من معداته الطبية وأجهزته وأسرته وخرجوا مسرعين تاركا النوافذ والأبواب مفتوحة خلفه تتقاذفها الرياح، مما يجعل من السكان والزوار يستحضرون فرضية الأرواح الشريرة.
إن ترميم المستشفى سيضخ دماء الحياة في إقليم إفران لتقريب الخدمات من المواطنين، خصوصا في التخصصات التي تتطلب الهجرة واللجوء إلى المستشفيات الجامعية، ويفتح فرص شغل جديدة بين الأطر الطبية والممرضين المعطلين، والتقنيين والإداريين، وستنتعش الحركة الاقتصادية، بما في ذلك حركة النقل والسياحة الداخلية، فماذا تنتظر وزارة الصحة؟