الرباط | من هم “الشفارة” الذين يمثلوننا في العاصمة؟
7 مايو، 2015
2 دقائق
بقلم. بوشعيب الإدريسي
إذا كان العمدة قد راسل قبل شهر كل أعضاء المجلس الجماعي يذكرهم بانعقاد دورة أبريل، ويطلب منهم موافاته باقتراحاتهم لبرمجتها في جدول الأعمال، فإن 86 عضوا الذين يشكلون المجلس لم يتشجع أي منهم لرد الاعتبار إلى حرمة النيابة الجماعية، ويطلب إدراج نقطة تتعلق بما راج في الدورة السابقة من اتهامات خطيرة بين أعضاء ينتسبون إلى مقاطعة واحدة، ونعت بعضهم البعض بـ”الشفارة” وأشياء أخرى لا تشرف أي منتخب، ودون شك ستكون التقارير خصوصا السرية منها قد تناولت هذه “الفضيحة” وحيثياتها وأسبابها مع تأكيد أو نفي التهم الثقيلة التي زلزلت قاعة الاجتماعات، ووصلت إلى الناخبين وكل السكان. وهذه “الفضيحة” لم تحرك غيرة المنتخبين على سمعة الرباط العاصمة السياسية والإدارية للمملكة، فكيف تصدر من ممثلين للسكان اتهامات في حق زملائهم بـ”الشفارة” وكأن المدينة “وكرا” من أوكار الفساد، وهي المدينة التي قامت على الجهاد ورباط من أجل الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله وصيانة المملكة بعرش يحميها ويدافع عنها، وتحصينها بمجالس منتخبة لتدبير شؤونها وليس لتبذير أموالها وأملاكها وتلطيخ هويتها بـ”تشفارت”. الرباط أيها المتنابزون بالألقاب القدحية أنجبت علماء أجلاء في الدين والعلوم والطب والآداب، وهي المدينة التي تحتض أرفع جامعة في إفريقيا، مدينة أهلها المشروع الملكي إلى أن ترقى إلى مصاف عواصم ومدن الأنوار، مدينة تجند فيها المجتمع المدني للدفاع عن مشروع الرباط المدينة الذكية. فكيف لبعض ممثلي السكان أن يسمحوا لأنفسهم بالدوس على كل هذه المكتسبات التي صنعها رجال ونساء وطنيون حتى النخاع، ويحاول هذا البعض “جرجرة” الرباط إلى مستنقع “الشفارة”؟ ويجاهدون ويجتهدون لنشر غسيلهم وفضائحهم في مجلس موقر، ووقاره من تاريخ جهاد الرباط، فحاشى لله أن تكون رباط الفتح يحكمها مجلس فيه “شفارة”، مجلس كان ينتظر منه بأن يكون مرآة للنخبة السياسية، وخزانا للاقتراحات البناءة، ونموذجا للمجلس المثالي في كل شيء: في التضحية، والابتكار، والجدية، والرؤية المستقبلية، والعفة، والنضال والرزانة، والنقاش الرفيع الذي يليق بهذه الرباط التي مع الأسف يؤطرها و”يحكمها” مجلس فيه “شفارة” حسب ادعاءات من داخله، ونحن السكان الذين منحناهم أصواتنا وائتمناهم على أموالنا التي تقدر بحوالي 120 مليار سنويا لاستثمارها في مشاريع لصالح المواطنين، فإذا كان في المجلس كما جاء في “الاتهامات” “شفارة” فمن الطبيعي أن تكون مشاريعا، إننا ننتظر في دورة أبريل الحالية آخر الاقتراحات والتدخلات مادامت هذه الأخيرة للمجلس قبل الانتخابات، فعساهم يستيقظون من حلمهم، ويعون بعد فوات الأوان بأنهم يمثلون عاصمة المملكة ومنبع العلوم السياسية، فعليهم أن ينضبطوا لأعرافها ويحترموا أصولها وتاريخها المجيد، أو يبحثوا لهم عن “حرفة” أخرى، فالرباط اليوم لها مجتمع مدني يقيها من “الشفارة” في انتظار صحوة المجتمع السياسي، والنخبة السياسية والغيورون ليتسلموا أمانة عاصمة لها 9 قرون من الحضارة والتي “يمرمدونها” اليوم في أوحال “الشفارة”.