إذا انطلقت المشاريع العملاقة بكل جدية في مختلف أنحاء العاصمة، فإن النقطة السوداء التي تهدد هذه الإنجازات المهمة هي “الصيانة”، فإذا عجزت الجماعة عن ضمان صيانة مدينة عادية بتجهيزات متواضعة، فكيف لها أن تؤمن حسن تدبير إنجازات عملاقة كما جاء في المشروع الملكي.
انظروا إلى أعمدة الكهرباء للإنارة، كيف أنها في حالة من التردي والأوساخ والأعطاب، ولاحظوا الإشارات الضوئية لتنظيم المرور، كيف أنها تشتغل بنظام الستينيات، وانتبهوا إلى حاويات الأزبال الموضوعة في كل الأزقة، كيف أنها صارت ملاذا للفئران والطوبات والحشرات، وفكروا في هذه الطرقات التي ستتسع لتتسع معها مصاريفها.
لقد انطلقت بالفعل الأشغال الكبرى التي ستغير وجه العاصمة، ولكن ماذا أعدت الجماعة لصيانة ووقاية تلك المشاريع من الضياع؟ ألم يكن من الواجب وضع مخطط جماعي ملحق بالمشروع الملكي يتضمن برامج استعجالية لضمان صيانة كل المعدات وتوفير البنيات التحتية للتجهيزات والإنجازات؟ فالرباط ستتغير وتتحول إلى مدينة الأنوار، ولكن ها هو مجلس جماعتها سيغادر دون أن يترك وراءه مخططا لمواكبة المشروع الملكي، والمخطط يكون شاملا مع توقعات مستقبلية لحركة السير والجولان التي تعد من أهم الملفات الشائكة التي تهدد العاصمة بالسكتة الطرقية. فإذا عجز هذا المجلس عن صيانة ما هو موجود حاليا، فكيف سيتمكن من مواجهة صيانة إنجازات تقدر بحوالي 2000 مليار؟ إننا ننبه إلى ضرورة الانكباب على فتح ملف من الآن، خاص بـ: صيانة المشروع الملكي، وتأهيل الأقسام التقنية للتأقلم مع وضع العاصمة في سنة 2018.
وكما ذكرنا في حديث العاصمة، فالرباط تتجه من مدينة الأنوار نحو المدينة الذكية، ومن الذكاء التفكير في الصيانة.