رجال مثل الحاج ميلود الشعبي، لا يتواجدون كثيرا في تاريخ المعجزات الكونية، وكثير من أمثال الحاج ميلود الشعبي في تاريخ الدول، تقام لهم تماثيل، وتطلق أسماؤهم على الشوارع لأن التعمق في مسار هذا الرجل، من يوم كان يعيش في الخيمة إلى يوم أصبح اسمه في مقدمة إحصائيات المنظمة العالمية للأثرياء يجد فيه نموذج الرجل الذي أسهم في بناء المغرب من طنجة إلى الكويرة، ولو اجتمع الذين اشتغلوا معه في شركاته وتعينوا في المعامل والمنشآت التي خلقها من عدم، لكان عددهم يقدر بمئات الآلاف.
فهذا الرجل العصامي، الذي لو كان في المغرب مائة من أمثاله ممن صنعوا أمجادهم بعرق جبينهم، لكان المغرب من أغنى الدول في العالم، إنما هو نموذج القاعدة الكونية، الدوام لله.
وتهافت الصحف والمجلات هذه الأيام، على التسابق للحديث عنه بنوع من الفرجة، غير خليق بالنبل الاجتماعي الذي يحتم التنويه بهذا الرجل العظيم.
أما الفرجة على عملية تصفية شركاته، فكل الشركات الكبرى في العالم تطأطئ الرأس للتطور والتغيير وقد طأطأت رؤوسها للزمن شركات عظمى مثل “بان أمريكان”، بل إن أكثر من ثلاثة أرباع شركات العالم ستختفي، حسب تقرير لمؤسسة “فوربيس” التي أكدت أن ألف شركة جديدة، عوضت نسبة 35% من الشركات العالمية القديمة.