هل يبحث الصديقان علي الهمة وعلي بلحاج على حل لخلافنا مع الجزائر
27 مارس، 2015
2 دقائق
خاص بالأسبوع
أكد لنا مراسلنا في الجزائر، أن وزير الداخلية المغربي حصاد، سجل انتصارات سياسية كبرى خلال زيارته الأخيرة في الاجتماع الوزاري الذي عقد بداية الأسبوع المنصرم، وحظي بترحيب غير مسبوق من طرف المسؤولين الجزائريين، حيث استقبل على أعلى مستوى، كمؤشر لبوادر دخول المصاعب الجزائرية المغربية مرحلة التجسس، ليقول أحد الصحفيين، إن وزيركم في الداخلية هذا دبلوماسي كبير، وسبق زيارة حصاد للجزائر..
تدخل تلفزيوني لقناة فرنسية شارك فيه الوزير السابق في الإعلام الجزائري، إلى جانب الوزير المغربي السابق في الإعلام، خالد الناصري، اتفق الرجلان، دون أن يتفقا. فحسب الوزير المغربي الناصري إن المغرب مستعد ولا يرى مانعا من أجل التفاهم مع الجزائر، بينما قال الوزير الجزائري، إن للجزائر الآن ما يكفيها من المشاكل.
ليكون التساؤل مشروعا، عن أسباب هذا الخلاف، التي تعرف الجزائر، أنه لا أمل لها يرجى، أمام وحدة الشعب المغربي، حكومة ومعارضة تجاه قضيته الوطنية الأولى الصحراء المغربية.
وتكشف الأرشيفات السياسية المغربية الجزائرية، أن انطلاق المشاكل المستعصية، التي كان شهودا عليها، أفراد عائلة بلحاج، طرف منهم جزائريون وطرف منهم مغاربة، سبق للمغرب، أن استرجع من واحد منهم مصطفى بلحاج وكان فرنسي الجنسية استرجع المغرب منه بعد الاستقلال، وفي إطار استرجاع الأراضي من الفرنسيين، ضيعة مساحتها خمسة آلاف هكتار(…) ليحتج مصطفى هذا بأنه ليس من حق المغرب أن ينزع له أرضه، خصوصا وأن أباه عبد القادر بلحاج، كان مغربي الجنسية، وتشبث عبد القادر بلحاج بارتباطاته المغربية، رغم أنه فرنسي، هو الذي جعله يأمر بأن يدفن في بركان قرب وجدة، عندما توفي عن سن المائة عام، لينتقل واحد من أولاده، مجيد، متأثرا بغضب والده على انتزاع أرضه، ويصبح مديرا لديوان الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، أتاح لها الزمن مرة، أن يجدد مطالبه باسترجاع الخمسة آلاف هكتار خلال إحدى زيارات الملك الحسن الثاني للجزائر.
مجيد هذا، وعندما لم ينجح في استرجاع الخمسة آلاف هكتار طلب من الرئيس بومدين، أن يعين أخاه عبد الواحد بلحاج رئيسا للخطوط الجوية الجزائرية، ويرفعه الرئيس بوتفليقة من بعد ليعينه عضوا في مجلس المستشارين. عبد الواحد هذا هو الذي يعتبر صانع الصراع الجزائري المغربي، حيث لم يتوقف يوما عن مهاجمة “المغاربة الذين أخذوا من الجزائريين أراضيهم”، بينما جند مجيد بعد أن أنهى مهمته في الخطوط الجوية، جريدته اليومية، للكتابة باستمرار عن المغاربة الذين سلبوا الجزائريين أراضيهم رغم أن أحد الوجديين يتذكر أن مؤسس العائلة، عائلة بلحاج أيام الاستعمار الفرنسي للمغرب والجزائر عبد القادر بلحاج، كان يتوفر فقط على مقهى شعبي.
واحد من أبناء بلحاج، علي، يقول الكثيرون، إنه مؤهل للعب دور كبير في إصلاح ذات البين، بإعلان موقفه من قضية أرض الجد مصطفى، حيث إن من المؤكد، أن علي بلحاج، حقق ثروة مالية، كبرى في المغرب، وأصبح طرفا فاعلا، عندما انتخب رئيسا للمنظمة الشرقية المغربية، ونائبا للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، معروفا بصداقته المتينة مع الرجل القوي علي فؤاد الهمة بعد أن كان نائبا لمنطقة دار بوعزة، بصرف النظر عن الشركات الكبرى التي أسسها بالمغرب بلده، حيث إنه هو أيضا كجميع أفراد عائلته من مواليد بركان، وربما في ما يتعلق بعلي بلحاج، فلعله نسي الخمسة آلاف هكتار التي مازال أولاد بلحاج الجزائريون يطالبون بها، لأن المغرب أعطى لعلي بلحاج أكثر من قيمة الخمسة آلاف هكتار، خصوصا بعد أن أصبح في أروبا معروفا بارتباطاته مع الأقطاب الأمنيين المغاربة وعبر الشركة الفرنسية “سيرنوس” المتحكمة في عدة مصادر إفريقية، مع شركات أخرى تقدر معاملاتها بعشرات الملايير من الأورو، كما قالت نشرة “المغرب السري” وحصولها على صفقة أخرى بالملايير، بعد حصول بلحاج على صفقة تجديد جوازات رخص السياقة المغربية والبطاقات الرمادية التي أصبحت إلزامية.
الظروف الجزائرية المغربية، وقد عاد وزير خارجية الجزائر مؤخرا للتصريح بأن الجزائر أصبحت مشغولة بمواجهة الإرهاب، تفرض التساؤل، عما إذا كان صديق علي الهمة، علي بلحاج سيضع مخططا لإعادة العلاقات الجزائرية المغربية، على سكة المصالح الاقتصادية لتتناسيا معا حكاية “الأراضي المغتصبة”.