طويت سنة وفتحت صفحة سنة أخرى، كلها آمال في أن يحقق الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة “كريستوفر روس” أماني شعوب المنطقة بالدفع بالاقتراح المغربي في منح حكم ذاتي موسع ينهي مشكل الصحراء مع البوليساريو وصنيعتها الجزائر، بعد أن فشل في إعادة فتح باب الحوار المسدود لإيجاد حل عادل ومقبول يعيد سكة مشروع الاتحاد المغاربي كقوة اقتصادية إلى واجهة الأحداث، وبالمقابل لم تتوقف مسيرة التنمية بالأقاليم الجنوبية، التي حظيت بزيارة ملكية لمدينة الداخلة في انتظار زيارة أخرى لكافة الأقاليم الجنوبية التي يتطلع مواطنوها إلى أن تلعب الدولة دورا محوريا وسياسيا قويا يمنح صلاحيات جهوية واسعة في انتظار المشروع الجهوي الذي أقره الدستور، فقد مكنت هذه المنجزات التنموية على مستوى جهة العيون -بوجدور من الرقي بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لساكنتها، من خلال تدعيم البنيات والتجهيزات الأساسية وإنشاء المقاولات والاهتمام بالمجال البيئي وبالعنصر البشري الذي يعتبر ركيزة أي تنمية، وعصرنة وتطوير الموانئ، وإطلاق مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتأهيل القطاعات الإنتاجية، وخلق فرص الشغل لفائدة الشباب. وتعزيز البنيات التحتية لقطاع الصيد البحري بهدف إعطاء دفعة قوية للنشاط الاقتصادي بالمنطقة واستثمار مؤهلاتها، وذلك بتوزيع قوارب ومنح رخص الصيد التقليدي لفائدة الشباب المنتمين لأقاليم العيون، والسمارة، وبوجدور، وطرفاية، الذين تلقوا تكوينا نظريا وتطبيقيا ضمن برنامج التكوين الإدماجي في قطاع الصيد التقليدي، وهي مبادرة تهدف إلى تحسين القدرة الإنتاجية للمستفيدين من هذه العملية والمساهمة في الرفع من عائدات أنشطة الصيد البحري المزاولة بالمنطقة. وعرفت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجهة العيون استثمارات هامة مكنت من خلق دينامية سوسيو- اقتصادية خاصة لدى الفئات المستهدفة، وساهمت في ترسيخ مفهوم اللامركزية من خلال مختلف برامجها التي أطلقت بشراكة مع مختلف القطاعات المحلية. وفي المجال البيئي وحماية الموارد المائية والوسط الطبيعي والمناطق الهشة ضمن برامج وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، تم خلال هذه السنة تخصيص 12 مليونا و949 ألف درهم لتدبير الموارد المائية بالأقاليم الجنوبية في إطار المشاريع التي برمجت برسم سنة 2014 .