حظي، زعيم التنظيم الماوي “لنخدم الشعب” والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أحمد حرزني، مؤخرا في ليكسينغتون الأمريكية بجائزة طوماس فورد من جامعة كنتاكي، والتي يتم منحها للخريجين السابقين لجامعة كنتاكي الذين تألقوا في مسارهم المهني، شهادة لها أهميتها، وبالتالي مازال في صاحب الكابوس (مسدس حرزني عند اعتقاله) شيء يستحق الانتباه.
من هو مرضي الميريكان؟
أحمد حرزني، هو بحسب اعترافه، ابن “حمد بن محمد” و”شطو بنت لحسن أوموح”، من أسرة أمازيغية بمنطقة بوحرزان بأزيلال، من قادة اليسار الراديكالي المغربي ومن مؤسسي حركة “23 مارس” الشيوعية، وبعد الانشقاق أسس حركة ماوية “لنخدم الشعب”. كان تياره يتبنى الكفاح المسلح ضد النظام المغربي، وقد تم اعتقاله بعد أن ضبط يحمل مسدسا وقضى في السجن ثمان سنوات، خرج بعدها بعفو ملكي، ليبدأ مرحلة جديدة بعد مراجعات تعتبر قطيعة لما سبق من مساره ومرجعيته اليسارية
في بادرة، جريئة وصريحة إلى حد التهور حسب المراقبين، باغت رفاقه، خاصة منهم الراحل إدريس بنزكري، وجلاديه خلال جلسات الاستماع التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة، إذ وجد عذرا لما حصل في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، خلال ما اصطلح عليه بسنوات الرصاص، مما قد جلب عليه انتقادات كثيرة تحولت إلى عداوة، بعد شد الحبل مع منظمات المجتمع المدني الحقوقية والمنابر الصحفية والماركسيين والثوريين المغاربة، الذين قال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر.
قد يشفع له اعتذاره: “شكرا لهيئة الإنصاف والمصالحة التي منحتني هاته الفرصة لأشهد.. معذرة لمن توفوا أو فقدوا صوابهم وهو الأفظع، معذرة للذين قضوا شهورا أو أعواما في المعتقلات السرية، ومعذرة للمختطفين الذين مازال مصيرهم مجهولا ولذويهم الذين مازالوا يعيشون إلى اليوم عيشة جهنم”.
وقد يشفع له أنه لم يكن استثناء في قطيعته مع اليسار الراديكالي، هناك رفاقه في حركة 23 مارس نذكر كبارهم: محمد بن سعيد أيت إيدر، وحميد برادة، وعبد القادر الشاوي، وصلاح الوديع، وعبد الله ساعف، وأحمد اخشيشن، وصلاح الدين مزوار..
مؤاخذات لها سياقها ومبرراتها، لا يجب أن تنسينا تحديات أكبر، إذ لا يجادل أحد في حقيقة وجود حرب دبلوماسية مفتوحة بين المغرب والجزائر في المنتديات الدولية بسبب نزاع الصحراء المغربية، ويبدو حسب قراءة مسار أحمد حرزني وكلمته بجامعة كنتاكي الأمريكية (الصورة)، أن الشق الدبلوماسي حاضر بقوة لديه، فرصة نادرة للمغرب ودبلوماسيته، لتحقيق حلمها في اختراق بعض لوبيات أمريكا والأهم أن “حرزني”، متخصص في مرافعات حقوق الإنسان وكواليس قضية الصحراء المغربية التي قد تعرف تطورات مقلقة سنة 2015.