عين على الرياضة
تدوينة عنْ “شارلي إيبدو” تجرُّ لاعبا مغربيًّا إلى القضاء الإيطالي

لمْ يكنْ ليدُور بخلد أجير مغربي بسيط يقيم بإيطاليا، أنَّ تدوينة يشاطرها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ستتحوَّلُ إلى قضيَّة رأي عام، يدخلُ القضاء الإيطالي على خطها، وأنَّها لنْ تتوقف عندَ حدُود إبداء الإعجاب بما كتب من لدن أصدقائه أوْ حتَّى التعليق عليها.
النيابة العامة بمدينة “روفيغو” الإيطالية قامتْ باستدعاء اللاعب المغربي، حكيم اولاد محند، المقيمُ بالبلاد منذ 12 عاما والبالغ من العمر 26 عاما، للإستماع إليه على إثر إبدائه رأيًا يشككُ في هجوم “شارلي إيبدو” الإرهابي.
المهاجرُ المغربي شككَ في الرواية الرسمية للأحداث، خاصة فيما أسماه بسيناريو الإخراج الذي يبدو أنه “غير محبوك ولم يسفر إلا عن 12 قتيل” مقارنا بينه وبين ما جرى في 11 شنتبر حيث “السيناريو كان اكثر دقة وبدماء اكثر” على حد تعبير اولاد محند.
اللاعب المغربي وجه عدَّة شتائم للسياسيين الإيطاليين الذين يستغلون أحداثا مماثلة حتى يكسبوا مزيدا من الأصوات لانتخابية، مثل ما يفعل زعيم حزب رابطة الشمال المناوئ للمسلمين.
فور قيام إحدى الجرائد المحلية بنشر تعليق المهاجر المغربي بصفحتها الأولى، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بلاعب كرة القدم بالفريق الأول للبلدة التي يقطن بها، انتقل الخبر ليحتل الصدارة بمختلف وسائل الإعلام الإيطالية وأصبح موضوع العديد من البرامج التلفزيونية، مشيرة إليه كونه أحد “الكلاب الشاردة” التي تتبنى أفكارا جهاديَّة حذر منها وزير الداخلية الإيطالي في الآونة الأخيرة.
ورغم إسراعه إلى حذف التعليق وتقديم الإعتذار ومحاولته التوضيح على أن المقصود لم يكن هو التأسف على عدد القتلى الذي لم يكن كبيرا كما قدمت ذلك الصحافة، إلا أن الحملة الإعلامية تواصلت ضده مما جعل فريقه الرياضي يقرر طرده من صفوفه ويتم الإستماع إليه من قبل النيابة العامة.
ويرى عددٌ من أفراد الجالية المغربية أن الواقعة تكشف مرة أخرى مدى التهور الذي يقع فيه بعض أفراد الجالية المغربية بإيطاليا، ومدى عدم تقديرهم لمدى حساسية بعض الأحداث لدى الرأي العام الإيطالي مما يعطي فرصة للإسلامفوبيين لتأليب الرأي العام ضد المسلمين.
في المنحى ذاته، يلفتُ آخرون إلى هشاشة الوضعية القانونية للأجانب بإيطاليا حيث يكفي “ستاتو” على الفيسبوك ليتم رفع شعار الطرد، كما فعل زعيم حزب رابطة الشمال في رد فعله على ما نشره المهاجر المغربي، هذا إن لم يرضخ وزير الداخلية لمثل هذه الأصوات ويقرر طرده كما فعل في مناسبات أخرى.
(هسبريس)