فيلم مغربي يرد على الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
14 يناير، 2015
0 2 دقائق
عنوانه “أنقذوا الجسر”، مدته 33 دقيقة وموضوعه “العلاقات التاريخية بين إسكندنافيا والعالم الإسلامي”. هو إذا الفيلم الوثائقي من إنتاج وإخراج محمد قرايم (مخرج مغربي شاب)، الذي يعالج أزمة الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي اندلعت في الدنمارك سنة 2005. عبر شهادات لناشطين من إسكندنافيا وآخرون مسلمون عايشوا هذه الأزمة العالمية، يبرز المخرج المجهودات التي بذلها المجتمع الدنماركي من أجل تشجيع قيم السلام والتعايش بين الطوائف والديانات. فضلا عن ذلك، يحاول الفيلم إرسال رسالة للتسامح في وقت أصبح فيه صوت التطرف مسموعا أكثر، خاصة بعد الهجوم الإرهابي على مجلة شارلي إبدو الفرنسية.
من أجل قانون عالمي ضد الإساءة للرموز الدينية
يقترح الفيلم، كحل عملي من أجل الحيلولة دون وقوع إساءات أخرى وأعمال إرهابية في المستقبل، تبني قانون عالمي ضد الإساءة الدينية يرتكز على شرعة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان، هدفه هو توسيع هامش حرية التعبير وأيضا الحفاظ على الحق الأساسي في الدين والمعتقدات. هذا القانون يحضر التعرض للمقدسات الدينية وهي الذات الإلهية، الرسل والأنبياء جميعا والكتب السماوية وبذلك يزيل أي التباس بين حرية انتقاد إمام متطرف أو قس شاذ جنسيا أو حاخام عنصري وبين الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه أو الإساءة لسيدنا عيسى أو سيدنا موسى عليهما السلام الذين يرمزون جميعهم إلى المحبة والرحمة بالنسبة لملايير المسلمين والمسيحيين واليهود عبر العالم. في هذا السياق، يقول محمد قرايم: “أعتقد أنه أصبح واجبا اليوم على قادة الدول العربية والإسلامية أكثر من أي وقت مضى اتخاذ مبادرة جادة عبر الهيئات الدولية لاعتماد قانون دولي ضد الإساءة الدينية مثل القوانين التي اعتمدت مؤخرا من قبل روسيا و ايرلندا”. ويضيف:” لا يكفي فقط توجيه نداءات للغرب لا يتم الإصغاء إليها، ولكن يجب تكوين لجنة خبراء مكونة من رجال دين، وإعلاميين ورجال قانون وناشطين حقوقيين تكون مهمتها العمل على إنجاز مشروع قانون يضمن الحريات الأساسية كاحترام المعتقدات الدينية والتعبير عن الرأي، يطرح هذا المشروع بعد ذلك على المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي من أجل دراسته ومن تم اعتماده. أعتقد أنه إذا كان هناك مجال يجب إعطاءه الأولوية من أجل تجنب أزمات عالمية كأزمة الرسومات المسيئة وما يتبعها من أحداث أمنية خطيرة، فهو بكل تأكيد مجال ملائمة وتحسين القوانين العالمية الخاصة بحرية المعتقدات”.
توزيع وبث الوثائقي
فيما يخص التوزيع، توصل المنتج ومؤسسة دبي للإعلام إلى اتفاق نهائي يقضي ببث فيلم “أنقذوا الجسر” على قناة دبي بداية سنة 2015. ”لقد اتفقنا على كافة التفاصيل ولم يبق سوى تحديد موعد للبث وهو الأمر الذي ستحدده القناة على أساس البرمجة المعتمدة داخليا”، يوضح قرايم. أما مع مجموعة روتانا، يضيف المنتج، “هناك مفاوضات مستمرة منذ يوليوز من السنة الماضية قصد بث الفيلم على قناة الرسالة، وحسب المسؤولين في المجموعة التلفزيونية فلم يبق سوى تحديد بعض التفاصيل ذات البعد المالي”.
من جهة أخرى، كان لمنتج الفيلم عدة اتصالات مع قنوات عبرت عن اهتمامها بالوثائقي لكنها ما تزال تدرس إمكانية بثه. “لقد كان لي تواصل مع السيدة سميرة سيطايل، وهي مسؤولة رفيعة بالقناة الثانية المغربية، التي وعدت بإيلاء اهتمام خاص بهذا الفيلم. أيضا، كان لي تواصل مع المنتج المشهور السيد طارق بن عمار، مالك قنوات نسمة وأون تيڤي المصرية، وهو أيضا وعد بإيلاء اهتمامه بالفيلم. نفس الجواب تلقيته من السيد محمد هاني، مدير قناة سيبيسي المصرية. هدفي هو توزيع الفيلم عبر أكبر عدد ممكن من القنوات التلفزيونية وذلك من أجل تبني رسالة موحدة تدعو إلى نشر قيم التسامح وتشجع على حوار الحضارات في مقابل خطاب الكراهية والتطرف “، يضيف محمد قرايم.
————–
معلومات عن المخرج:
محمد قرايم، حاصل على ماجستير في التواصل من جامعة ڤيرساي الفرنسية وعلى شهادة في الإخراج السنيمائي من أكاديمية نيويورك للفيلم بالولايات المتحدة الأمريكية. تجربته تمتد ل11 سنة في مجالات التواصل، الإعلام ،الإخراج والإنتاج.