جامع المعتصم: وزيرا بعد رفع “الفيتو” ورفض “صفقة حكومة الظل”
10 يناير، 2015
0 2 دقائق
جامع المعتصم رفقة بن كيران
بقلم . رداد العقباني
خارج كل التوقعات وقع ما وقع لوزراء حكومة بن كيران، والأهم ما سوف يقع، بعد وفاة وزير الدولة النافذ عبد الله بها ورحيل آخر(..).
خارج كل التوقعات وعلى عهدة مصادر مقربة من قيادة “البي جي دي” فقد تم رفع “الفيتو” عن مبدإ التفاوض لاستوزار جامع المعتصم، مدير ديوان رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران.
وخارج كل التوقعات، سبق أن فاز مستشار وظل رئس الحكومة، المهندس عبد الرحيم شيخي برئاسة حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الحاضن لحزب العدالة والتنمية.
وخارج كل التوقعات، سبق أن اعتُقل يوم 12 يناير2010، جامع المعتصم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ونائب عمدة سلا ورئيس مقاطعة تابريكت بذات المدينة آنذاك، بعد التحقيق معه في موضوع شكاية وصفت إعلاميا بالكيدية.
وخارج كل التوقعات، عُيِّنَ نفس المتهم، جامع المعتصم، مديرا لديوان رئيس الحكومة، وهو التعيين الذي جنب الحزب الإسلامي، حسب المراقبين “فيتو” مراكز القرار(…)، في حالة اقتراح القيادي النقابي، لمنصب وزاري، بالنظر إلى معاركه مع «حكومة الظل».
وخارج كل التوقعات، في سابقة نادرة، يُفْرَجُ علي المعتصم ليدخل المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعد حصوله على عفو ملكي.
وبالتالي، هناك ضرورة للإجابة على سؤال حاسم.. من هو جامع المعتصم؟ وما هي أسباب ابتلائه وسر محنته؟
قال عبد الإله بن كيران، بصفته أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية المعارض آنذاك “إن قضية جامع المعتصم ليست قانونية ولا جنائية بل سياسية، وعن سؤال لماذا اعتقل صديقه؟ أجاب بن كيران بعفويته المعهودة، “السبب بسيط، وهو أن جامع ينتمي لحزب مرجعته إسلامية، ينتمي لحزب يعلن علانية وأمام الملإ أنه حزب ملكي”، (كلمة بن كيران خلال الوقفة التضامنية مع “المعتصم”، المنظمة أمام محكمة سلا مساء الأربعاء 12 يناير2010، وذلك مباشرة بعد قرار اعتقال المعتصم).
لكن المعني بالأمر، جامع المعتصم (الصورة)، له رواية مغايرة وخطيرة: “اعتقلت لأني رفضت الصفقة” و”في تعليقه على الإفراج عن المعتصم قال إلياس العماري الذي اتهم بوقوفه وراء اعتقال المعتصم، إن إطلاق هذا الأخير يعتبر “صفقة مع الدولة”، (أخبار اليوم، عدد: 372 بتاريخ 20/ 02/ 2011).
على العكس ما ذهب إليه كثيرون، فإنني أزعم أن حارس المعبد أو الوزير المرتقب “المعتصم” خلفا للراحل عبد الله بها أو غيره(…) كسب أكثر مما خسر في قضية اعتقاله ورفضه لـ”صفقة حكومة الظل”، ونجا من فخ الابتزاز السياسي وريعه(…) والاستقطاب والتآمر على ولي نعمته، عبد الإله بن كيران.
وخارج كل التوقعات، على عهدة بنكيران، “فالمعتصم كان من أعز الناس لمستشار جلالة الملك، الراحل مزيان بلفقيه، حيث اشتغل معه في اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم، ومع ذلك يقول بن كيران لم تتعد ممتلكاته شقة نصفها مازال دينا يملكها مع زوجته”، بقا مزلوط بالدارجة المغربية.
جزئيات قد تساعد على فهم مسار الرجل، جامع المعتصم، وسر محنته ومنحته المرتقبة.