سطات – نور الدين هراوي
رغم الافتحاص التربوي للمؤسسات التعليمية الثانوية والإحاطة بمختلف دعائمه وآلياته الذي أعدته المفتشية العامة لشؤون التربية تفاعلا وتفعيلا لمذكرة بلمختار حول الساعات الإضافية، وانتشارها الواسع بالمقابل المادي الباهض جدا، لم تسلم لا شعب ولا أسلاك المواد العلمية أو الأدبية من الساعات الإضافية، الشيء الذي يعتبر مسا خطيرا بأخلاقيات مهنة التعليم وأنظمة الوزارة الوصية ومذكراتها الناهية عنها جملة وتفصيلا.
وتتساءل شريحة عريضة من الأطر التربوية والنقابية وهيئة التدريس، لماذا همت عملية الافتحاص التربوي مؤسسات تعليمية بعينها دون غيرها، وسلطت الأضواء فقط على إحدى الثانويات التاريخية والمعطاءة في التلقين والتحصيل الدراسي الجيد، وتخرج منها خيرة الأطر الوطنية وشخصيات وازنة في المشهد الوظيفي أو الإداري بالمملكة، ويحصل تلاميذها على نقط عالية وميزات مشرفة، لتصبح في الأخير الثانوية الوحيدة التي يعرض أساتذتها على المجالس التأديبية بسبب الساعات الإضافية، وكأنها المؤسسة اليتيمة التي تفرخت بها هذه الظاهرة، مع العلم يضيف المشتكون أن الظاهرة منتشرة في جميع المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني، وكل مدارس سطات، الشيء الذي يدل على أن الشيطان يسكن في التفاصيل(..).