برج الباب الفوقاني واحد من الأبراج السبعة للمدينة العتيقة لأزمور والذي انطلقت منه أشغال إعادة تهيئة المدينة العتيقة لأزمور بإشراف مؤسسة العمران، وإن كان هذا الأمر محمودا سيما وأن ساكنة مدينة أزمور طالما نادت بضرورة صيانة المآثر التاريخية لمدينة أزمور من خلال نداءات وبيانات مختلف الجمعيات المحلية، وكذلك من خلال “الأسبوع الصحفي” في كثير من أعدادها منذ سنوات، إلى أن تحققت هذه الأمنية التي يدعو لها الجميع بالنجاح في إطار العناية ورد الاعتبار للمدينة العتيقة لأزمور التي يعود أصل نشأتها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، إلا أن الملفت في هذه البادرة هو أن على الباحثين الأثريين وخبراء الآثار والتراث يعاينون ويتابعون أشغال الترميم والإصلاح، وخاصة منها أشغال الحفر حتى لا تتأثر المآثر التاريخية للمدينة أو تتعرض للتشويه أو تحريف عن قيمتها وخصوصيتها التاريخية. وخاصة منها الأشياء أو الأجسام الأثرية التي سيتم العثور عليها أثناء أشغال الحفر كما حصل مؤخرا حين تم العثور على أواني فخارية وبرج أثري ومدفع مازال في حالة جيدة تبين بأنهم يعودون للقرن الثامن عشر، ومن المتوقع جدا أن يتم العثور على العديد من الأشياء من هذا القبيل تعود لعصور عدة، خاصة وأن المدينة العتيقة لأزمور غنية بمثل هاته الأشياء الأثرية بما فيها الأشياء النفيسة كالذهب والفضة وخزائن الكنوز المبثوثة حتى في جدران الأبراج وأقواس المدينة العتيقة لأزمور، وتاريخ ساكنة أزمور حافل بالروايات الحقيقية عن عمليات العثور أو استخراج الكنوز من جدران المدينة العتيقة، حيث كثيرا ما كان السكان يستيقظون على وجود أثار الحفر والنبش في مختلف أرجاء المدينة، فيتبين أن الفاعلين جاؤوا ليلا وأخذوا ما أخذوه من الخزائن؛ منها ما هي عبارة عن أواني من الذهب، أو الفضة، أو غيرها من الأشياء النفيسة.
فعلى هذه الأشغال المحمودة أن تكون تحت معاينة الخبراء والباحثين الأثريين حتى لا تضيع الأشياء الأثرية التي تؤرخ لعصور خلت من تاريخ أزمور.