تعاني البشرية اليوم من تفشي العديد من الأمراض، وتعد الأمراض النفسية الأكثر انتشارا بعالمنا المعاصر، والتي أصبحت تسبب قلقا وإزعاجا كبيرا للأفراد والمجتمعات على حد سواء لما لها من نتائج خطيرة وعواقب وخيمة قد تدفع بالمريض النفسي إلى ارتكاب بعض الأفعال التي قد تعرض حياته أو حياة غيره للخطر لا قدر الله، خصوصا إذا اقترن ذلك بتناول المخدرات وأكثر جرائم العنف بما فيها القتل والاغتصاب، إذ غالبا ما يكون مرتكبوها يعانون من اضطرابات نفسية.
ولم تعد هذه الأمراض النفسية محصورة داخل ما يسمى بالمجتمعات الغربية أو المادية بل حتى مجتمعاتنا العربية والإسلامية اليوم تعاني من تفشي هذه الأمراض المدمرة لنفس الإنسان.
لقد استطاع الإنسان بفضل التطور العلمي والتكنولوجي أن يحقق المعجزات في ميادين شتى، وأن يصل إلى أعلى الدرجات في التطور والرقي والرفاهية في الحياة لكنه في نفس الوقت عاجز عن حماية نفسه من العقد والأمراض النفسية الخطيرة، فهو في مكان غير آمن داخل عالم طغت عليه كل المظاهر المادية المتنوعة وغاب عنه الوازع الديني والجانب الروحي، إذ أن الفراغ الروحي يعرض الإنسان إلى الاهتزازات والاضطرابات النفسية ورغم أن الإنسان المعاصر اخترع وطور وابتكر ويتملك من الحياة كل ما يريد ووقت ما يريد، لكن بالرغم من كل هذا فإن حياة الكثيرين يغلب عليها اليأس والإحباط والقنوط والفراغ، والدخول في حالة من الاكتئاب، والعقد النفسية المتعددة مما يجعل حالات الانتحار في تزايد مستمر.
إن السكينة والهدوء النفسي والراحة والطمأنينة لا يمكن تحقيقها إلا بالإيمان بالخالق جل وعلا، والإيمان من أعظم وأهم أسس العلاج النفسي في الإسلام لذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (سورة الرعد، الآية 28).
إن الإيمان بالله والإكثار من ذكره وذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى يعد أفضل علاج نفسي إذ به تطهر النفوس والقلوب من كل ما قد يدخلها من شرور أو ما يصيبها من توتر وقلق ويوفر لها الأمن والأمان، يقول سبحانه وتعالى: “الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” (سورة الأنعام، الآية 28).
إن الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره يجعل النفوس مرتاحة والقلوب مطمئنة فلا يأس ولا قنوط ولا قلق ولا اكتئاب ومن الإرشادات والتوجيهات النبوية التي تعطي قوة لنفسية الإنسان وشخصيته قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي عن عبد الله ابن عباس: “احفظ الله تجده أمامك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسار”.
وما انتشار الأمراض والعقد النفسية إلا نتيجة للفراغ الروحي والبعد عن الإيمان الحقيقي الذي يحقق السكينة والطمأنينة.
جد بوشتى (الرباط)
النفس المؤمنة لايمكن وصفها بالمريضة , لانها لايعتريها المرض ,
انه موضوع في غاية من الدلالة على ما رمى اليه صاحبه فقد صدق ليس هناك علاج للامراض النفسية الا شيء واحد الا وهو الايمان والتسلح بالعقيدة النيرة الصحيحة عقيدة اهل السنة والجماعة