مكناس- حسين عدنان
رغم تعاقب مجموعة من العمال والولاة على مكناس التاريخية وفي مدد قصيرة من تحمل المسؤولية، بغرض رعاية شؤون المواطنين وانتشال المدينة من النسيان والتهميش والإقصاء(..) بقيت الأمور على حالها، في الوقت الذي اغتنى بعض المسؤولين المحظوظين بطرق وصفت بـ”المشبوهة” على حساب معاناة شريحة عريضة من السكان المحرومين من أبسط متطلبات الحياة الكريمة.
وأضحت العاصمة الإسماعيلية لا تساير قاطرة التنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الرياضية، رغم موقعها الاستراتيجي المتميز وشهرتها بخيراتها المتنوعة، وأضحت موطنا لتفشي البطالة والانحراف والإجرام في صفوف شبابها، الذين أصبحوا يلجؤون إلى أشكال أخرى من الاحتجاج لإيصال أصوتهم إلى الجهات المسؤولة، للتدخل الفوري لفك العزلة عن مدينتهم والتنقيب في ملفات الفساد لمحاكمة مبذري المال العام(..)، ونظموا مجموعة من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية للمطالبة بالعيش الكريم لسكانها الذين يطالبون بمحاربة “الفساد والمفسدين”، والعمل على ترسيخ الديمقراطية الحقة، والحق في الشغل، والصحة، والسكن اللائق، والبيئة السليمة، والعيش الكريم من أجل غد أفضل.
فالتهميش والإقصاء الممنهجان من قبل المسؤولين المحليين، أدخل المدينة في متاهات وأمراض اجتماعية مزمنة ما فتئت تتناسل بشكل مخيف، على رأسها الفقر والأمية والبطالة وأطفال الشوارع والفساد الإداري والسياسي، مع استمرار الأعيان وذوي النفوذ في شد الخناق على المنطقة، باستنزاف خيراتها ونهب ثرواتها، ناهيك عن محاصرة وعرقلة أي تأهيل جاد للمدينة، إضافة إلى انعدام الحد الأدنى من الخدمات الاجتماعية، خاصة في قطاع الصحة، حيث يحرم المواطنون من أبسط الخدمات نتيجة النقص الحاد في الموارد البشرية من ممرضين وممرضات وأطباء مختصين، وكذا المستلزمات الطبية الضرورية التي تخضع للزبونية والمحسوبية، ناهيك عن وضعية التعليم المزرية، حيث الاكتظاظ وتدهور المرافق الصحية أو انعدامها في أغلب المؤسسات التعليمية وغياب خزانات في المستوى المطلوب، تقي الشباب من خطر الإدمان على المخدرات والكحول والهدر المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة وضعف الموارد البشرية والتوزيع العشوائي للمؤسسات التعليمية.