الماء والكهرباء من الضروريات الأساسية التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها ولو للحظة واحدة وغياب الماء أو الكهرباء أو انقطاعه قد يعرض حياة الإنسان للشلل سواء بالمدن أو بالقرى، وقد عرفت بلادنا مؤخرا تغطية واسعة لشبكة توزيع الماء والكهرباء كان للعالم القروي حظه الأوفر للاستفادة منها مما جعل الكثير من المناطق بالعالم القروي تعرف تطورا ملموسا بفضل سياسة تنمية العالم القروي التي تنهجها الدولة المغربية، والتي تدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لكن بالرغم من كل الجهود المبذولة إلا أن هناك عوائق كثيرة تقف في طريق تنمية المناطق القروية، ومنها وجود بعض العقليات التي مازالت تتعامل مع المواطنين بالأساليب القديمة ناسية أن مغاربة اليوم ليسوا هم مغاربة الأمس، وقد كانت البادية المغربية في زمان مضى شبه معزولة وبعيدة عن التطور لكن بفضل وسائل التواصل أصبحت البادية المغربية وقراها الصغيرة غير بعيدة عن التطور على غرار ما تعرفه المدن.
إن استفادة العالم القروي بالمغرب من وجود شبكة الماء والكهرباء كانت له مجموعة من الانعكاسات الإيجابية على حياة السكان بهذه المناطق، إلا أن ذلك لا يخلو من وجود عدة مشاكل فالمناطق المجاورة لمدينة الرماني بإقليم الخميسات استفاد سكانها في البداية باستعمال بطاقة التعبئة لكن مستعملي هذه البطائق اليوم يعيشون في الظلام، والمكتب الوطني للماء والكهرباء بالرماني يرفض الاستماع لشكاوي هؤلاء المواطنين ويتهرب مسؤولوه من مقابلتهم، مع العلم أن هذه البطائق أصبحت بدون جدوى عند أصحابها لأنهم كلما قصدوا جهة من الجهات التي كانوا يعبؤون بها بطائقهم وجدوا نظام التعبئة متوقفا لا في مدينة الرماني ولا في غيرها من القرى المجاورة، فهل سيبقى هؤلاء السكان بالعالم القروي يتخبطون في الظلام خصوصا في هذا الموسم البارد؟ ألا يدفعهم ذلك إلى سرقة الكهرباء واستعماله بطريقة غير مشروعة، وقد يكون في ذلك خطر عليهم.
وإذا كان المكتب الوطني للماء والكهرباء يريد استبدال هذه البطائق بالعداد، فلماذا لا يتم إشعار السكان بذلك؟ ولماذا لا يتم الإسراع بهذا العمل والحاجة إلى الكهرباء أصبحت ضرورة لكل مواطن؟ ولماذا هذا الصمت المطبق من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء؟
جد بوشتى (الرباط)