المقاطعة الوحيدة في العالم التي لا مقر لها هي مقاطعة السويسي، وماذا يهم المقر بالنسبة للمنتخبين إذا كانت السيارات موجودة، والتليفونات حاضرة، والتعويضات جاهزة، والأسفار مضمونة؟ و”لهلا يقلب بالباقي”، فماذا تنتظرون من مجلس فشل وعجز عن ضمان محل لإدارة المقاطعة قرب السكان، مادامت خدمات هذه المقاطعة هي خدمات القرب؟ و”هرب” المنتخبون إلى مقر الجماعة في حي التقدم! فبالله عليكم مجلس المقاطعة في مقاطعة اليوسفية والسكان في مقاطعتهم السويسي، وهو المجلس الوحيد الفريد الذي – يحكم بتلي كوماند – وهذا الفراغ أثر بشكل كبير ومفزع في نمو وتكوين مقاطعة السويسي التي لا تزال بلا بناية لمقاطعتها وهذا كاف وزيادة “لتأهيل” المجلس إلى: المجلس الفاشل حتى لإيجاد مقر للمقاطعة وبالأحرى لإيجاد حلول للمشاكل العويصة الشائكة التي “تقتل” يوميا طرفا من السويسي، ولنبدأ بالطرقات المحفرة والإنارة العمشاء العمياء وغياب الأرصفة وانعدام الإشارات والشارات الطرقية وعلامات التشوير، وأسماء الشوارع والأزقة التي ظلت إلى اليوم مجهولة والمعضلة الكبيرة هي أن أكبر تجمع صفيحي للبراريك موجود في السويسي، والمنتخبون “مبرعون” في مقر الجماعة الفخم بالتسخين المركزي والتليفونات والتليفزيونات والزرابي وبارشوك – الكاتبات، وما على سكان خلوية والزفاطي وعكراش إلا كراء “كورصة” بـ100 درهم للتنقل إلى منتخبيهم “المزاوكين” في مقر الجماعة بحي التقدم وذلك لإنجاز ورقة إدارية، أو تقديم شكاية، أو إسماع رغباتهم وطلباتهم.
فلا نخفي عليكم بأن المجلس يضم من بين أعضائه من في إمكانهم شراء كل المقاطعة، ونعني بفيلاتها وبراريكها، وأراضيها، وعلى ذكر الأراضي، فهي هدف جل الأعضاء لأنهم يملكون فيها الهكتارات، وجاهدوا وقاتلوا وناضلوا لإدخالها إلى المدار الحضري، وفعلا حققوا مبتغاهم ويناضلون اليوم لإخراج تصاميمها بما يروقهم ويضمن لهم الملايير على حساب الضعفاء الفقراء، ودون شك تذكرون حروبا بين كبارها عندما وزعوا أراض خاصة بالعمارات لهم، ولغيرهم أراض صالحة للحدائق، وكادت الحرب الأولى تندلع في الرباط بسبب تحويل رباط – الفتح من موقعها إلى أراضي عكراش لولا انهزامهم في الانتخابات وتجميد المشروع، ولكن – الرؤوس – لا تزال تنتظر الغفلة ومنها من “سير” المقاطعة الشبح.