لأول مرة يرحل المكتب السياسي ووزراء التجمع الوطني للأحرار الى الداخلة، وكأن الأمر يتعلق بمعركة سياسية حقيقية في قلب الانتخابات، فقد حمل صلاح الدين مزوار جميع أسلحة التجمع ليؤكد بالداخلة عن رغبة الحزب في بناء قواعد متينة قد تساعد في المرحلة القادمة “كوادر” التجمع بجهة وادي الذهب.
ولم يتوقف مزوار عند حد تأسيس المجلس الجهوي بل عقد اجتماعا مع العائدين إلى أرض الوطن، الذين شددوا على مشاكل العالقين في نواكشوط ونواذيبو بموريتانيا، والراغبين في العودة إلى أرض الوطن، وقد ذكر في هذا الاجتماع بالظروف القاسية التي جعلت أحد أهم الأطر الصحراوية العائدة من مخيمات تندوف يصل إلى الحدود بقدمية بدون أية عناية بمكانته الشيء الذي لا يتوافق وخطاب الملك الأخير، ووعد مزوار بفتح ملف سفارة المغرب بموريتانيا للوقوف على حقيقة ذلك.
وفتح مزوار النار من مدينة الداخلة على الجزائر برسائل واضحة وأخرى مشفرة، حيث قال إنهم يفضلون المشاحنات والأزمات وتعقيد شروط الحياة ويستمتعون بالألم، وإن السبب الذي يدفعهم لذلك هي أوهام العظمة والاستئساد، أوهام قال عنها مزوار إنها تنتمي إلى زمن تجاوزه العالم، وإن الحرب الباردة انتهت منذ ربع قرن، وإن المملكة المغربية لا تخشى…
وحظيت ابنة القطب الصحراوي المرحوم علي بوعيدة، امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون بقسط كبير من اهتمام ساكنة الداخلة، وهي ترتدي الملحفة الصحراوية كتراث ثقافي لمجتمع البيضان، حيث أشارت امباركة بوعيدة أن هذه السنة هي سنة تنزيل الجهوية ومحطة الداخلة أساسية لبناء قواعد حزبية قادرة على خوض الاستحقاقات القادمة، وأن الداخلة تتميز بعدة خصائص عن المناطق الأخرى، وكشفت عن انعقاد اجتماع المكتب السياسي لحزب الأحرار بالداخلة من أجل التحضير للمجلس الوطني السنوي للحزب، والذي سيتدارس منهجية الحزب في التحضير للانتخابات المقبلة.