نظم المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة مؤخرا المنتدى الفكري الأول لمدينة الصويرة، تحت شعار: “جسور نحو المستقبل”، بمشاركة الأستاذين محمد الطوزي ومحمد الساسي. حيث تحدث الباحث في العلوم السياسية الدكتور محمد الطوزي في محاضرته عن أهم الرهانات المتصلة بمستقبل المغرب، بادئا بالرهان الديمغرافي المتمثل في التغييرات التي تحدث في بنية المجتمع المغربي، إن على مستوى تراجع النمو الديمغرافي ومعدل الخصوبة ومعدل الزواج، أو على مستوى مشاكل تعميم الصحة لدى الأطفال والنساء. كما تطرق إلى رهان القيم والتمثلات المتجلي في تلاشي قيم قديمة، واستمرار أخرى، وظهور قيم جديدة. لينتقل إلى الحديث عن الرهان السياسي المتعلق بنوعية النظام السياسي ومرجعيته وعلاقة الدولة بالمجتمع ودور النخبة. وبعدما توقف عند الرهانين الجيوسياسي والعمراني البيئي، ختم الدكتور الطوزي محاضرته بالتأكيد على ضرورة الإعداد الجيد لكسب رهان المعرفة والتعلم، لتجاوز ما اعتبره ضعف معدل التأطير وأزمة الجامعة وإخفاق السياسة التربوية في المغرب.
إثر ذلك، قدم الباحث والمفكر الأستاذ محمد الساسي محاضرة حول السياسة والأخلاق، محددا ثلاث مقاربات للموضوع. لينتقل إلى الحديث عن تمثلات عنوان مداخلته في السياق المغربي الحالي، مبرزا وجود خصومة بين السياسة والأخلاق، حيث يتم الانتقال من خدمة البرنامج إلى خدمة السلطة ومن خدمة المصلحة العامة إلى خدمة المصلحة الخاصة. وبعدما أسهب في الحديث عن المظاهر غير الأخلاقية التي تطبع مراحل الانتخابات الجماعية والتشريعية، دعا إلى تخليق الحياة السياسية بالمغرب، واعتماد عدة وسائل لتحقيق هذه الغاية، من بينها تكريس الديمقراطية الداخلية في الأحزاب واستنفار المجتمع المدني للعب دور الوسيط، بالإضافة إلى الأدوار التي يمكن أن تقوم بها في هذا الصدد وسائل الاتصال الحديثة والصحافة المستقلة والمؤسسة القضائية.