الرأي

الـــــــــــرأي | التصوف الإسلامي دعوة إلى إصلاح النفوس والأخلاق

بقلم. ادريس أبايا

      الطريقة الملامتية أو الملامية اسم اشتهر على طائفة من الصوفية السنية، وشيخهم الأول هو حمدون القصار (توفي سنة 271هـ/ 884م) وقد سميت بالملامتية لأن طريقتهم تقوم على ملامة النفس في كل الأحوال، وأول مؤلف أفردهم بالكتابة هو الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في رسالته «أصول الملامتية» وقد قرر في صدرها أنه لا يوجد لهم كتب مصنفة، ولا حكايات مؤلفة، وإنما هي أخلاق وشمائل ورياضات (أنظر أبا عبد الرحمن السلمي꞉ أصول الملاتية وغلطات الصوفية ص138، تحقيق الدكتور عبد الفتاح أحمد الفاوي مطبعة الإرشاد القاهرة، مصر 1405هـ/ 1945م).

أصل التسمية꞉ يقول الشيخ أبو حفص النيسابوري “الملامتية هم قوم مع الله تعالى على حفظ أوقاتهم ومراعاة أسرارهم، فلاموا أنفسهم على جميع ما أظهروا من أنواع القرب والعبادات، وأظهروا للخلق قبائح ما هم فيه، وكتموا عنهم محاسنهم، فلامهم الخلق على ظواهرهم، ولاموا أنفسهم على ما يعرفونه من بواطنهم، فأكرمهم الله بكشف الأسرار، والاطلاع على أنواع الغيوب، وتصحيح الفراسة في الخلق وإظهار الكرامات عليهم، فأخفوا ما كان من الله تعالى إليهم بإظهار ما كان منهم في بدء الأمر من ملامة النفس ومخالفتها، والإظهار للخلق ما يوحشهم ليتنافى الخلق عنهم ويسلم لهم حالهم مع الله، وهذا طريق أهل الملامة”، (الفتوحات المكية لابن عربي الجزء الثالث طبعة مصر).

ويقول أبو عبد الرحمن السلمي: “طريق الملامة هو ترك الشهوة في ما يقع فيها التمييز من الخلق في اللباس والمشي والجلوس والسكون معهم على ظاهرة الأحكام والتمرد عنهم بحسن المراقب، ولا يخالف ظاهرة ظاهرهم بحيث يتميز منهم، ولا يوافق باطنه باطنهم، فيساعدهم على ما هم عليه من العادات والطبائع، ولا يخالف ظاهرهم بحيث يتميز” (الفتوحات المكية)، وإضافة لما أوردته من قبل عن الملامتية من كتاب “عوارف المعارف للسهر وردي” قوله: “الملامتية لهم مزيد اختصاص بالإخلاص يرون كتم الأحوال أو الأعمال ويتلذذون بكتمها، حتى لو ظهرت أعمالهم وأحوالهم لأحد استوحشوا من ذلك كما يستوحش العاصي من ظهور معصيته، فالملامتي أكبر من الصوفي لأن هذا الأخير غاب في إخلاصه والآخر غاب في إخلاصه” (الفتوحات المكية)، ومما تجرى المؤاخذة عليه… الملامتية ومما قد يلاحظه القارئ في ما هو مكتوب في تعاريف الملامتية مما لا يخرج عن تعاريف المتصوفة في أذكار، طرقهم ما قد يدخله منتقدوهم في إطار الخروج عن الكتاب والسنة، مما قد يرد في أذكارهم وتعاريف طرقهم التي أورد بعضهم وعددها بأكثر من خمسين طريقة في كتيب بعنوان “تنوير الأفق بالطرق” ذاكرا أسماءها وأصحابها وبعض الأذكار الواردة فيها وشيوخها مثل: الرافعي، والجيلاني، والبدوي، والدسوقي، والمحاسبي، والغزالي، وابن عربي، والبنيد، والقشيري، مع ما يوجد في الكتب المؤلفة في فن التصوف من أمثال إحياء علوم الدين والرسالة القشيرية والفتوحات المكية، وقواعد التصوف والحكم العطائية وقوت القلوب، وقد يسر الله طبع تلك الكتب وأصبحت في متناول يد القراء، وما بقي مخطوطا أو ضائعا هو الكثير الكثير… ورغم الأحكام التي وردت في حق التصوف والمتصوفة وأغلبها لم تصدر عمن سبر غور ما قيل أو كتب حتى يصدر الحكم عمن تصوره… ورغم ما يمكن قوله في هذا الباب فإن الإسلام بكتاب الله وسنة نبيه يشمل كل ما ساقه رجال التصوف وشيوخهم وألفوا جماعات بذكرها في المناسبات، وهي لا تخرج عن صلاة الرسول وأخلاقه وأحكامه صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى