جهات

اليوسفية | خيبة أمل الساكنة في المجلس الجماعي

اليوسفية – ن. الطويليع

            راهن سكان اليوسفية على مجلسها الحضري فور تشكله لتحقيق طفرة اقتصادية بالمدينة تلقي بظلالها على المهمشين والمنبوذين اجتماعيا ممن يمتهن أغلبهم مهنا عشوائية غير مهيكلة، وكان الدافع وراء هذا النزوع المتفائل، الانتماء النقابي لبعض المسؤولين بالمجلس الذي طالما دغدغ مشاعرهم حينما كانوا خارج الدائرة التدبيرية بعبارات التنديد بالإقصاء الاجتماعي(..) إلا أنه بمجرد تشكل المجلس بدأ الإجهاز على العديد من المطالب، تاركين المدينة مدرجة في أوحال سوء تدبيرهم الارتجالي، فقد سجل المتتبعون خلو سجل المجلس من المخططات والبرامج لمحاربة الهشاشة، ويظهر ذلك من خلال طريقة معالجة ملفي “الفراشة”، وأصحاب العربات المجرورة، فتحت الضغط الشعبي صادق المجلس على قرارات تدعو إلى الحد من الفوضى التي يحدثها هؤلاء، دون أن يقدم بديلا وحلا جذريا يستطيع بموجبه اقتلاع الظاهرتين، من خلال مشاريع مدرة للدخل لأصحابها، إلا أن البديل لم يتحقق والباعة المتجولون أصروا على ممارسة مهنتهم التي تخلق الفوضى في كل مكان، ولو اقتصر الأمر حسب ما قاله رئيس المجلس في إحدى الدورات، على أبناء المدينة لهان الأمر، لكن ما دام “البراني” قد دخل الخط، فالأمر يستلزم التدخل، ويشرح بعض المواطنين هذا التدخل بأنه ليس لسواد عيون الشأن المحلي والفضاءات العمومية، ولكن لأن هؤلاء الغرباء لا يرجى من ورائهم ربح انتخابي، ما دام أنهم سيصوتون خارج دائرة بعض المسؤولين.

كما يفتقد المجلس إلى برامج تهم استشفاء المعوزين وتمدرس أبنائهم، فوفاء منها لما سماه المتتبعون سياسة غض الطرف عن كل ما هو اجتماعي، لم تكلف رئاسة المجلس الحضري نفسها عناء لوضع مخططات وبرامج تهتم بالفئات المعوزة والمحرومة والمهمشة، تهم قطاعي الصحة والتعليم، واكتفت في المقابل بإدراج اعتمادات جد هزيلة للموضوع تحت عنوان “الهبات والإعانات” في ميزانية 2013، وهذه الاعتمادات، على هزالتها، برمجت بالكامل في إطار الفائض، دون أن يمس منها ولو درهم واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى