كواليس الأخبار

“واش” الشيخ كمال إبراهيم حقق حلم “مطيع” تحت مظلة خليدي؟

بقلم – رداد العقباني

            أكد الشيخ عبد الكريم مطيع زعيم الشبيبة الإسلامية، لأسباب غير مفهومة، ما سبق أن نشره سابقا في الإعلام، إذ لا جديد في شهادته الأخيرة، على الأقل في قضية اغتيال القيادي الاتحادي عمر بنجلون. ومما كتبه مطيع “أنني والأخ كمال لا علاقة لنا بالقضية ولا بمن خططوا لها أو أمروا بها أو نفذوها. وهي شرعا وقانونا ومنطقا في كل الأحوال محصورة بين الفاعلين وبين الأجهزة الرسمية وبين الضحية وأوليائه”. و”أوليائه”، كلمة ثقيلة في ميزان القضية.

تتعدد الروايات وتبقى الوقائع المعروفة حتى الآن، في ما يخص العلبة السوداء لمطيع، أن “الشيخ إبراهيم كمال ليس بالمتهم في هذه القضية، حيث تمت تبرئته من طرف محاكم المملكة براءة تامة، في قضية الاغتيال المشهورة، بمنطوق الحكم الذي أصدرته غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، تحت عدد: 482، في القضية رقم: 282، بتاريخ 18 شتنبر 1980، والعهدة على بيان أصدرته الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة سابقا.

أحمد بنسودة مدير الديوان الملكي، في لقاء وبدعوة منه بالحرم “طمأنني بأن الفرج قريب.. وما علي إلا أن أرسل برقية ولاء للملك وآمر الشباب باتخاذ إجراءات عاجلة لتأسيس حزب يحافظ على ثوابت البلاد، يقول “مطيع” في مذكراته.

قد يكون الشيخ كمال إبراهيم حقق المهمة وزيادة، تحت مظلة محمد خليدي، زعيم حزب النهضة والفضيلة، مما جعله موضوع تكريم في سابقة محيرة.

للتذكير، شهد المركب الثقافي كمال الزبدي بسيدي عثمان بمدينة الدار البيضاء يوم 26 ماي 2012، حفل تكريم الشيخ إبراهيم كمال أحد كبار المؤسسين للحركة الإسلامية بالمغرب والمرشد الروحي للأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة.

وكان حفل التكريم بمثابة إعادة الاعتبار للرعيل الأول لقيادة حركة الشبيبة الإسلامية واستحضار الدور التاريخي لتأسيس الحركة الإسلامية من طرف الشيخين: عبد الكريم مطيع، وإبراهيم كمال. وقد سبقت “تسريبات” دون أن يتعرض الحفل لأي مضايقة أو استفزاز، جزئية لها رسالتها المشفرة، لأن الأجهزة “المعلومة” لا تعبث في حيادها ولا في تسريباتها ولا في تصريحاتها.

كان إنزالا للرعيل الأول من قيادات الشبيبة الإسلامية وعرسا بامتياز لأسباب مختلفة أهمها صفة الشخصيات التي حضرت، في سابقة تطرب وترعب. نذكر منها المحامي والمعتقل الإسلامي السابق عبد الله العماري، الذي قام بتسيير الحفل (في الصورة يبوس رأس الشيخ كمال إبراهيم)، والسلفي عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) وعن الحساسية الشيعية حضر الشيخ إدريس هاني، وعبد الله شبابو من حزب بن كيران، ومبعوث عن أحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح أحمد أبو اللوز، والذي طلب بإنشاء الولايات المتحدة الإسلامية، والقيادي بحزب خاليدي الدكتور حارس عبد العالي وعبد الكريم فوزي الذراع الأيمن للشيخ مطيع في الخارج، وعبد الرحيم مهتاد من جمعية النصير، والمحامي محمد إمام الحافظي من مدينة العيون بالصحراء المغربية، ومحمد الحارثي، وعبد الرحمن اليعقوبي، وحسين أشقرا، بالإضافة إلى مجموعات المعتقلين الإسلاميين سابقا: مجموعة 71 سنة 1984، ومجموعة 26 التي اعتقلت عام 1985 بتهمة المؤامرة على النظام وإدخال الأسلحة من الجزائر.

هل يعود الشيخ مطيع حيا إلى وطنه – وهو أبسط حقوق الإنسان – في إطار صفقة إنسانية، قد تكون لبركة الشيخ كمال إبراهيم ومظلة محمد خليدي فيها نصيب، على غرار عودة الراحل الفقيه البصري؟

يصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور بعد خرجة “مطيع” الجديدة.

للإنصاف، السيد عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لم يسبق أن كان عضوا في الشبيبة الإسلامية قبل سنة 1976، وليس هذا نقصا فيه أو محاولة لتبرئته من دم القيادي الاتحادي عمر بنجلون المقتول في 18 دجنبر 1975، ولكنه تقرير واقع، وشهادة للتاريخ حتى لا يبقى أبناء الحركة الإسلامية أجهل بتاريخ حركتهم من أعدائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى