انتظر المغاربة طيلة أيام قبيل الإضراب العام الخبر السار الذي وعدتهم إياه الحكومة، وظهر ناطقها الرسمي، الذي أتى من الباب الخلفي، عشية يوم الإضراب في برنامج مباشر لقناة دوزيم، وبعد أن أكل على الهواء طريحة لن ينساها أبدا من قبل ممثلة وممثل لنقابتين كانا حاضرين أمامه، أحس المغاربة أن الناطق باسم الحكومة لم تعد له رغبة في النطق بالخبر السار، لأنه أدرك بعد أن فشل في سعيه لتغليط الناس طيلة مداخلاته بالبرنامج ومحاولة التمادي في تسويق الإنجازات الحكومية التي استهلكت إعلاميا، أن الخبر ليس فيه من السرور ما يُفرح المغاربة، واضطر لزف الخبر في آخر البرنامج، بعد إلحاح من صاحبه، وبارتباك شديد وحرج وسرعة مفرطة في النطق.
كان الخبر السار عبارة عن نكتة “واعرة” أضحكت شعبا بأكمله، وهنا أدرك الشعب أن الحكومة التي تحكمه لا تعرف حتى الآن، وبعد سنوات قضتها جاثمة على نفسه وجيبه وعلى آماله، ما الذي يفرحه وما الذي يحزنه.