كواليس الأخبار

في الحاجة للدكتور بوشعيب الرميل

بقلم: رداد العقباني

         تسريبات في أنترنيت لوثائق دبلوماسية حساسة يفترض أنها مغربية، حول استراتيجية المغرب في ملف الصحراء، ونشر وثائق سرية لمسؤولين مغاربة واختراق حساباتهم الإلكترونية، ومنهم خاصة الوزيرة المنتدبة في الخارجية امباركة بوعيدة، سلط الضوء على مسألة الأمن الإلكتروني الدبلوماسي في المغرب وإفشاء أسراره المعلوماتية.

التساؤل ينصب حول كيفية نجاح قراصنة جهات مجهولة في الحصول على هذه المعلومات الحساسة، ذلك أن الأطراف المعادية لوحدتنا الترابية كانت تدرك مسبقا الاستراتيجية التي ينهجها المغرب، وتقييم وضع الصحراء دوليا، الأمر الذي قد يؤدي إلى إحراج حلفائنا والأطراف التي يتعامل معها بلدنا، بصيغة لوبيات خارج قواعد الأعراف الدبلوماسية.

والمؤسف أن الجهات المعنية لم تنتبه على ما يبدو إلى ضرورة تأمين مواقع وحسابات المسؤولين المغاربة، في وزارة سيادية لها علاقة بأمننا القومي.

قرأت تقريرا حصل عليه مكتب لـ”لاستشارات الدبلوماسية الدولية”، حول مداخلة محمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات (لادجيد)، أمام لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي. تكلم كبير مخبري “لادجيد” مثل “مغرق النيابة”، إذن الأوضاع الأمنية كارثية، رغم تفاؤل السيطرة عليها عبر مقاربة مخابراتية استباقية ناجحة إلى الآن. وجاء تفعيل آليات “حذر” ليؤكد تشخيص السيد المنصوري”. لكن يبقى سؤال تأمين موقع التقرير مطروحا؟

وسبق أن اطلعت على تقرير سري أمريكي، يتهم شخصيات إسلامية مغربية بدعم الحركات الجهادية، ونشرت أسماءها كما وردت في هذا التقرير (الأسبوع الصحفي، عدد: 26 يونيو 2014)، أسماء يمكن أن تكون بريئة مما نسب إليها، لم يشر لها تقرير “ياسين”، ولا شيء بريء في التقارير الأمريكية وغيرها(…).

هل تعرضت الحسابات الإلكترونية لهذه الشخصيات للاختراق؟

تبقى الإشارة إلى أننا نبهنا منذ تعيينها، إلى أهمية وحساسية منصب الوزيرة امباركة بوعيدة، وتساءلنا بالحرف “واش مباركة فيديها الحرفة؟ (الأسبوع الصحفي، عدد: 25 يوليوز 2014).

ويبقى التساؤل المشروع: هل في حالة صحة هذه الوثائق المسربة نحن أمام جريمة؟ وهل سيتم فتح تحقيق حول فرضية التقصير في حماية تقارير مؤسساتنا الحساسة والأمن القومي الرقمي للمغرب؟

جزء من الجواب في نظرنا عند الدكتور بوشعيب الرميل (الصورة)، المدير العام للأمن الوطني للأسباب التالية:

بمناسبة افتتاح مسلك الماستر المتخصص في “الأمن وتدبير المخاطر”، للموسم الجامعي 2012 – 2013، وفي الدرس الافتتاحي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة الحسن الأول بمدينة السطات، قدم الدكتور الرميل، صاحب أطروحة “المعلوميات والإجرام”، درسا قيما، عالج فيه نقطا حساسة في “الأمن وتدبير المخاطر”، وقد وفق في ذلك باعتراف الخبراء.

مما جاء في عرض السيد الرميل وله علاقة بموضوعنا “إذا سمحتم، سننتقل إلى فصل محدد يعالج مخاطر المعلوميات، إنه خطر تكنولوجي، ولكن نظرا للطبيعة الخاصة لهذه الظاهرة، حرصت على أن أكرس له فصلا كاملا”. وتطرق المحاضر لـ”مختلف أشكال الهجوم. التي تبدأ من مضايقات معلوماتية بسيطة إلى جرائم المعلوميات التي تهدد أمن البنيات الحساسة للدول”. وأضاف “أريد أن أؤكد على أن كل جهاز كمبيوتر متصل بشبكة الأنترنيت يمكن أن يكون ضحية لهجوم من جانب قرصان للمعلوميات”.

قصة “الأمن وتدبير المخاطر” في عرض الدكتور الرميل ودوافع الهجمات كما هو حال مؤسسات دبلوماسيتنا وحسابات مسؤوليها، طويلة ولا يتسع المجال لرواية تفاصيلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى