أقدم نادي الوداد الرياضي على مبادرة نبيلة تجاه لاعبه السابق عبد الحق أيت لعريف، وذلك بتخصيص عائدات المباراة التي أجراها يوم الأحد الأخير ضد شباب الريف الحسيمي لصالح هذا اللاعب الذي يعيش مرغما في الإمارات العربية المتحدة هروبا من المتابعات القضائية التي تلاحقه بسبب المشاكل المادية التي يعيشها.
أيت لعريف شاب لطيف، موهوب لعب وكما هو معلوم بصفوف الوداد وتألق معه لعدة مواسم، كما سبق له أن خاض العديد من التجارب الاحترافية في تونس وبعض الدول الخليجية، قبل أن يعود للوداد ليفوز معه بالبطولة الوطنية سنة 2009، ليلتحق بعد ذلك بالرجاء ووداد فاس.
أيت لعريف وبعد كل هذه التجارب، أراد أن يستثمر في الأموال التي جناها، لكن وللأسف الشديد، لم يجد إلا جزائريا محتالا، غرر به، واستطاع أن يقنعه بالدخول معه في بعض المشاريع التجارية، مؤكدا له أن الربح مضمون مائة في المائة. أيت لعريف قادته سذاجته وقلة تجربته إلى منح “سمير الجزائري” دفتر شيكاته على بياض التي استغلها هذا المجرم أبشع استغلال، ليعود إلى وطنه سالما غانما، تاركا ابننا عبد الحق في ورطة دفعته إلى الهروب واللجوء إلى الإمارات المتحدة.
صحيح أن القانون لا يحمي المغفلين، وعلى أيت لعريف أن يتحمل مسؤوليته، لكن هناك بعد إنساني يدفعنا للتعاطف مع هذا الشاب الذي خسر كل شيء بعد أن كان يتوفر على كل شيء…
صحيح كذلك أن التجار الذين منحهم المحتال الجزائري شيكات بدون رصيد، عليهم أن يتوصلوا بمستحقاتهم مقابل الأدوات الإلكترونية التي تبلغ قيمتها الملايين من الدراهم، علما بأنهم ملتزمون مع شركات كبرى ومطالبون بالوفاء بوعودهم.
تعاطفنا مع أيت لعريف ولو بالقلم وذلك أضعف الإيمان، يلزمنا أن نناشد كل الأشخاص الذين يهمهم أمر هذا اللاعب المغلوب على أمره، أن يقوموا بمساعدته، حتى يعود إلى وطنه وإلى عائلته ومحبيه.
من هذا المنبر نطالب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تتوفر على صندوق غريب اسمه “صندوق اللاعبين الدوليين” المملوء عن آخره بأموال اللاعبين الذين يحترفون بأوروبا والخليج حيث يتم “خصم” 10% من مبلغ انتقالات أيت لعريف إلى بعض الأندية العربية، فقد حان الوقت لرد الجميل لهذا اللاعب كما ن مؤسسة محمد السادس للأبطال الرباطيين الأخرى معنية بهذا المشكل، مادام أن أيت لعريف بطلا تدرج في جميع فئات المنتخبات الوطنية وأبلى البلاء الحسن، هذا دون أن ننسى جمعية قدماء اللاعبين التي بإمكانها أن تساعد هذا اللاعب الموهوب، ولو بتنظيم مباراة ودية تجمع كل النجوم القدامى والجدد.
على ذكر المباراة الودية، فقد أفتت علينا مطربة مغربية مشهورة، “أفتت” وبالضبط على فريقي الوداد والرجاء بتنظيم مباراة تضامنية مع هذا اللاعب.
هذه المطربة التي نشرت صورتها على موقع التواصل “فايس بوك” أحيت خلال السنين الأخيرة عرسا بإحدى دول الخليج بمبلغ مليار سنتيم.
فقبل أن تعطينا المثل في التضامن وذلك بمساعدة أيت لعريف ولو بواحد في المائة من الشيك الذي أخذته مقابل ذلك العرس الباذخ.